جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

قصة الـ«بسبوسة» التي أنهت العلاقة الفنية بين شادية ومحمد عبدالوهاب للأبد

الاثنين 28 يناير 2013 | 04:55 مساءً
القاهرة - Gololy
1822
قصة الـ«بسبوسة» التي أنهت العلاقة الفنية بين شادية ومحمد عبدالوهاب للأبد

نجاح الفنان قد يكون سهلاً ولكن احتفاظه بهذا النجاح هو الأمر الذي يميز الفنان الحقيقي عن غيره، ولكي تظل معبودة الجماهير شادية بهذا النجاح والتألق، حتى بعد سنوات طويلة من الاعتزال الصارم، كان لها أن تحرص على تفاصيل عملها الصغيرة والكبيرة وأن تتصادم في بعض الأوقات وألا تقدم أية تنازلات حتى ولو كانت من أجل موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.

ومنذ التعامل الأول بينهما في «أحبك وأضحي بحبك» قبل ظهور فايزة أحمد ووردة الجزائرية ونجاة الصغيرة، وعبدالوهاب يقدم لها أروع الألحان العاطفية والوطنية، فكانت شادية القاسم الوحيد في أناشيده الوطنية مثل: وطني الأكبر والجيل الصاعد وغيرهما، واستمر هذا التألق الفني حتى انتهى بمشاجرة فنية عام 1963 بأغنية «بسبوسة» الشهيرة، والتي لم تر النور إلا عبر الإذاعة في السبعينيات لذلك السبب.

فأثناء تصوير فيلم «زقاق المدق» مع صلاح قابيل وحسن يوسف، كان من المفترض أن تؤدي شادية أغنيتين هما «بسبوسة» و«نو يا جوني نو» من ألحان محمد الموجي، وبعد تسجيلهما وانتهاء التصوير وجد المخرج أن وقت الفيلم قد أصبح كبيراً جداً ويتطلب بالتالي حذف إحداهما، وبعد جلسات عمل مشتركة رأت شادية حذف «بسبوسة» غير المؤثرة على سياق الفيلم على عكس الأغنية الأخرى التي تؤكد للمشاهد سقوط البطلة في براثن الخطيئة وتعاملها مع رواد الملهى الليلي من الجنود الإنجليز، وحينما علم عبدالوهاب بالأمر غضب بشدة وحاول استبقاء أغنيته.

ولكن شادية واجهته برأيها بشجاعة نادرة ولم تقدم أية تنازلات لعملاق الموسيقى العربية، وهو ما اعتبره  نصرة لأغنية الموجي على حسابه الشخصي والفني، فكان قراره غير المعلن بعدم التعامل معها مرة أخرى، وهو ما حدث بالفعل واتجهت ألحانه لغيرها من الفنانات، خاصة مع إصرار شادية على رأيها وعدم طلب أيّة ألحان منه، فلم تندم للحظة على موقفها منه بل كانت السبّاقة بالتهنئة له وللمطربة التي تغنت بلحنه.

وبالرغم من القطيعة الفنية إلا أن الاحترام كان ومازال العنصر السائد بينهما، وهذا ما أوضحته مقولة لموسيقار الأجيال بعد سنوات من الانفصال الفني، حيث قال: «شادية صوتها بتعريفة ولكنها تعطيك فن بمليون جنيه»، وفي المقابل كانت تؤكد صوت مصر دوماً تقديرها لشخصه وفنه بقولها: «عبدالوهاب ده جامعة تخرج منها كل المطربين والمطربات.. وهو بلا شك أحد أضلاع الهرم العربي في الفن.. عبدالوهاب هو الهوا اللي بنتنفسه والميه اللي بنشربها.. عبدالوهاب جيل بحاله».