جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

حيلة منيرة المهدية للتخلص من أم كلثوم.. تجنيد صحفي!

الخميس 31 يناير 2013 | 02:18 صباحاً
القاهرة - Gololy
5978
حيلة منيرة المهدية للتخلص من أم كلثوم.. تجنيد صحفي!

المنافسة في الفن أمر صحي وكلما ازدادت الموهبة كلما كانت المنافسة أشد ضراوة، وهو ما وضح أثره في المنافسة التي ظهرت بين قطبي الغناء الأصيل السلطانة منيرة المهدية وكوكب الشرق أم كلثوم، فبينما حطمت الأولى القيود الصارمة بعدم احتراف النساء للفن وصارت تتربع على عرش الأغنية بلا منافس كانت أم كلثوم مازالت تخطو خطواتها الأولى نحو العاصمة.

وهكذا وبدون سابق إنذار سمعت السلطانة عن فتاة صغيرة السن ومميزة الصوت تجذب إليها الجماهير وتهدد بذلك عرشها للأبد، فما كان منها إلا أن تنكرت بالملاية اللف ووضعت البرقع على وجهها وذهبت لكي تتأكد من تلك الشائعة وبعد أن لاحظت إعجاب المشاهدين وتفاعلهم مع أم كلثوم انصرفت غاضبة من الحفل، وهي تنوي تدبير المكائد والحفاظ على مجدها حتى آخر رمق بحياتها.

هداها تفكيرها إلى استخدام أخطر سلاح على الفنان وهو سلاح الصحافة ولغة الشائعات، وبدأت تتقرب إلى الناقد الفني الشاب محمد عبدالمجيد حلمي، صاحب مجلة المسرح، الأكثر شيوعاً في القاهرة، والذي صار بعد فترة وجيزة صريعاً لهواها وبذلك تسلمت منيرة مفاتيح المجلة وكان أول ثمار الحب مقال ناري بعنوان: «مئات العشاق ولا أدري ماذا يحبون فيها؟»، وتوالت المقالات بعد ذلك حتى كاد أحدهما أن يعصف بمستقبل كوكب الشرق بل ويعيدها أدراجها إلى طماي الزهايرة.

حلمي تطرق في مقاله هذا إلى شرف الفتاة التي تقدمت بشكوى لمحكمة السنبلاوين ضد أحد شباب القرية بتهمة الاغتصاب، وكادت منيرة تبلغ هدفها لولا تدخل الشيخ أمين المهدي، الذي أقنع والد أم كلثوم بأن الهروب يؤكد الشائعات ولا ينفيها ومن الظلم أن تترك ابنته نجاحها تحت وطأة شائعات الحاسدين، وبالفعل فشلت خطة السلطانة بعد أن زادت الشائعات من إعجاب الجماهير بالموهبة الشابة، فقررت تغيير مسارها إلى الكاتب فكري أباظة.

ومن تلك اللحظة اشتعلت نار الغيرة في قلب حلمي بعدما لاحظ خفوت حبها له بل ودخولها في علاقة عاطفية جديدة مع أباظة، وحاول مراراً إثنائها عن ذلك إلا أن محاولاته باءت جميعها بالفشل، فسقط صريعاً للحمى والهذيان، وحاول بعض أصدقائه التدخل لدى السلطانة لكي تعايده في مرضه، ولكنها رفضت بحجة الخوف من انتقال العدوى، إلا أن توفي بعدها بأيام، وانقلب السحر على الساحر حيث انطلق هؤلاء الأصدقاء بمقالات نارية للهجوم على منيرة المهدية.

شهادة أخرى من الكاتب محمد صالح تؤكد على مداومة منيرة المهدية الاستماع لحفلات كوكب الشرق في الخميس الأول من كل شهر وذلك حتى رحيلها عام 1965، وبسؤالها كانت تؤكد: «حد يقدر ييجي له نوم.. والست بتغني؟؟»، ويبدو أن تلك الشهادة قد أتت بعدما تأكدت السلطانة أن لكل عصر فنانيه وأن التغيير هو سمة الكون، فارتضت بنصيبها من الشهرة وسلّمت بموهبة أم كلثوم الفنية.