جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

محمود مرسي.. كرّمه جمال عبدالناصر فوصفه بـ«زعيم عصابة»

السبت 09 فبراير 2013 | 10:05 صباحاً
القاهرة - Gololy
975
محمود مرسي.. كرّمه جمال عبدالناصر فوصفه بـ«زعيم عصابة»

قدم الفنان محمود مرسي دليلاً واضحاً على أن الفنان يجب أن يكون مسخراً لوطنه يدافع عن قضاياه ويسعى لإيجاد الحلول، وليس أن يكون متملقاً للسلطة يقدم للحكام ما يروق له بغض النظر عن مصلحة الوطن، وهو ما ظهر جلياً في موقفين متناقضين له مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

الموقف الأول كان عام 1956 ولم يكن مرسي قد طرق الفن بعد، إلا أنه كان يعمل بالقسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية وقت العدوان الثلاثي على مصر بقيادة بريطانية، فقرر بمحض اختياره ترك الوظيفة براتبها الخيالي، بل ومغادرة لندن فوراً عائداً إلى بلاده، فلقد رفض أن يتقاضى راتباً من دولة تقصف طائراتها وطنه وتقتل أبناء شعبه، وقد أعجب ناصر بهذا التصرف وقرر تعيينه مخرجاً ومذيعاً بالبرنامج الثقافي بالإذاعة المصرية مكافأة على موقفه الوطني.

أما الموقف الثاني فكان عام 1969 من خلال دوره «عتريس» في رائعة ثروت أباظة وحسين كمال «شيء من الخوف» مع كوكبة من النجوم وعلى رأسهم شادية، يحيى شاهين، أحمد توفيق وغيرهم، وهو العمل السينمائي الأشهر في نقد نظام عبدالناصر والتنديد بنكسة عام 1967 خلال فترة حكمه، فكان مليئاً بالإسقاطات السياسية الواضحة تجاه ثورة يوليو والحكم العسكري ونظام عبدالناصر ومراكز القوى، وأشار إلى أن هناك حالة سطو قام بها الضباط الأحرار، الذين رمز لهم الفيلم بعتريس وعصابته، وأن الضحية كانت مصر، التي رمز لها الفيلم بشخصية فؤادة.

صناع الفيلم، وفقاً لكتاب «السينما والسياسة»، كانوا يحاولون الإشارة إلى ديكتاتورية عبدالناصر وعصابته من رجال الثورة، ولم تجد الرقابة يومها صعوبة في أن تضع يدها على تلك المعاني، وأن تعترض، بل وتهمس في أذن السلطة أن الفيلم ينتقد عبدالناصر صراحة، وأن شخصية مرسي التي يجسدها ما هي إلا تجسيد للرئيس كزعيم عصابة، غليظ القلب، يعيث في الأرض فساداً، وأن الصرخات التي تنطلق في نهاية الفيلم قائلةً: «جواز عتريس من فؤاد باطل» ما هي إلا رفض لسلطة عبدالناصر، بل إن الفيلم توقع نهاية دامية درامية قاسية لعبدالناصر، وستسحقه ثورة شعبية مثلما كانت نهاية عتريس الطاغية.

ووصل الهمس إلى الرئيس الراحل نفسه، وبرغم انشغاله بإصلاح ما أفسدته النكسة إلا أن اللغط الذي أثير حول الفيلم جعله يصمم على متابعة تلك الأزمة، وبالفعل ذهب الفيلم إلى بيته ليحكم عليه بنفسه، وعلى شاشة العرض المنزلية شاهده، وقال بعدها قولته المشهورة: «والله لو احنا كده، نبقى نستاهل الحرق»، في إشارة منه إلى أن الفيلم جرى تحميله بمعان لا يحتملها، ولا يمكن أن يتصور أن يكون هو عتريساً.

وكان موقفه ذلك بمثابة ضوء أخضر لعرض الفيلم في 3 فبراير عام 1969، والذي وصل فيه محمود مرسي إلى حالة من التألق تجعل الجميع لا يتخيلون غيره مكانه.