جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

مجدي مهنا.. فارس عاش «في الممنوع»

الاثنين 11 فبراير 2013 | 09:06 صباحاً
القاهرة - Gololy
1356
مجدي مهنا.. فارس عاش «في الممنوع»

عاش سنوات حياته ال52 «في الممنوع» مخلصاً لهموم وطنه وحريصاً على المصلحة الهامة، يخوض بقلمه في المعارك السياسية والاجتماعية لتنوير الرأي العام بحقوقه المشروعة وللثورة على الفساد، فاستحق الكاتب الصحفي الراحل مجدي مهنا لقب «فارس الصحافة المصرية» عن جدارة لا من زملائه فقط بل من القراء الذين تابعوه بشغف حتى نهاية رحلته في 8 فبراير 2008.

صاحب «في الممنوع» من مواليد الدقهلية في 24 نوفمبر عام 1956، وتخرج في قسم الصحافة بكلية الإعلام عام 1978، ولكنه بدأ البحث عن المتاعب قبل ذلك بكثير; حيث عمل عام 1975 في مجلة «صوت الجامعة» و«أسرة الحرية» التي أسسها مع زملائه في نفس العام، ثم التحق برائدة العمل الصحفي مؤسسة «روزاليوسف» لمدة عام ومنها إلى جريدة «الأهالي»، وفي عام 1984 خرج للنور عموده الشهير وأيقونة نجاحه «في الممنوع» مع جريدة حزب الوفد، والتي تدرج في مناصبها التحريرية حتى غادرها إثر خلاف مع قيادات الحزب السابقة بعد محاولات منهم لاستقطابه خارج حدود المهنية التي رفض التنازل عنها حتى وفاته.

ثم تأتي مرحلة «المصري اليوم» التي كان مهنا شاهداً على ميلادها بل وكان من أوائل المؤسسين لها، فقد بدأ رئيساً للتحرير خلال شهور التجربة الأولى وهي نفس مرحلة الإصدار التي لم يكتب لها النجاح، ولكنه لم ييئس وظل في محاولاته حتى أصبح محرك الطاقة القوي في نجاحها وصعودها لتصل إلى ما هي عليه الآن، ومن تلك الجبهة خاض معاركه مع رموز الفساد بالنظام السابق، بدءً من رأسه الرئيس المخلوع مبارك وحتى أقلهم تأثيراً، بل وتوقع قيام ثورة شعبية تطيح بهذا النظام وهو ما حدث بعد رحيله بسنوات ثلاث.

فارس الصحافة هاجم بشجاعة نادرة كل تفاصيل الانهيار في عهد مبارك على كل المستويات، ولم يترك مجالاً عاثوا فيه الفساد إلا وقد سبق الجميع إليه وكشف غطاءه، ومن أبرز تلك المواجهات Gololy جمع هؤلاء من مقالات الكاتب الراحل:-

1) توجه بسؤال مباشر إلى مبارك قائلاً: «ماذا يحدث إذا ما حاول عابث استغلال حركة الاحتجاجات الواسعة في الانقلاب على نظام الحكم؟؟ الذي أراه فاسداً ولا حل سوى تغييره بالكامل.. ولكني أطالب بتغييره ديمقراطياً وليس بانقلاب فوضوي.. وحتى يستطيع الرئيس مبارك أن يفهم كلامي.. فيا سيدي ليس أمن البلاد فقط هو المهدد اليوم بل أمن نظام حكمك أيضاً».

2) أما صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى السابق، فقد اتهمه صراحة بإفساد الحياة السياسية بقوله: «من واجبي أن أصارحك بأنك نجحت وبامتياز في تدمير الحياة السياسية وفي إفسادها وتسميمها حتى 20 سنة مقبلة.. لست وحدك بالطبع فهناك آخرون إلى جانبك لكنك تقوم بالدور الأكبر.... ولو أن هناك قانوناً يعاقب على ذلك لكنت أول المسجلين في القائمة».

3) ورئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف، والذي حاول إقناع مهنا بالعلاج على نفقة الدولة دون جدوى، واجهه في إحدى مقالاته قائلاً: «تفتخر حكومتك ويفتخر معها الرئيس بأن إجمالي الاحتياطي النقدي الأجنبي في البنك المركزي بلغ 38 ألف مليون دولار، فيما نشهد تدهوراً ملحوظاً في مستوى معيشة المواطنين، وفي الخدمات الأساسية التي تقدم لهم، وغياب الحد الأدنى منها اللازم لأي حياة آدمية».

4) حرباً شرسة أخرى خاضها حول إحدى الصفقات المشبوهة لشركة «ميدور» لتكرير البترول ولكن هذه المرة مع ثلاثة أطراف عتية وهم: حسين سالم رجل الأعمال المصري والصديق المقرب من مبارك، وشركة «ميرهاف» الإسرائيلية والمهندس سامح فهمي وزير البترول الأسبق والعضو المنتدب للشركة وقتها، كما خصص عدة مقالات متسلسلة في يونيو 2001 لحسين سالم، عرض خلالها تفصيلاً وبالأدلة والتواريخ أبعاد صفقته المريبة التي مهدت لبيع الغاز المصري إلى إسرائيل بأبخس الأثمان وبمباركة النظام الصديق.

5) وجماعة الإخوان المسلمين لم تكن بعيدة عن قلمه الناقد فقد كتب مراراً عن ضرورة نقلهم من دائرة «المحظورة» إلى المشاركة الشرعية والقانونية، وطالب كثيراً بضرورة التعامل السياسي لا الأمني مع أفراد التيار الإسلامي وإشراكهم الجاد في العملية السياسية دون نبذ أو تخوين، ولكنه في نفس الوقت حافظ على حياديته; فقد كتب عن تخوفاته منهم بعد ما عُرف باسم «ميليشيات الأزهر»، وتساءل وقتها عن التدريبات شبه العسكرية لأفرادها وعمن يقوم بتدريبهم وهل هذا عمل فردي أم ضمن خطة منظمة من الجماعة وعن الهدف الدقيق لتلك التدريبات وغيرها من التساؤلات التي بدرت على الذهن مع فتح تلك القضية.