وصفة والدة محمد سلطان التي جعلته ملحناً
من مدينة الإسكندرية بزغت موهبة الفنان والملحن محمد سلطان الموسيقية، حتى أصبح بعد مسيرة فنية تتجاوز الخمسين عاماً أحد أساتذة التلحين والموسيقى العربية، وقاربت هامته أساطين التلحين آنذاك مثل: موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ورياض السنباطي وفريد الأطرش وغيرهم، كما كان المدرسة التي تخرجت فيها نخبة من مطربي العصر الحديث مثل: هاني شاكر وسميرة سعيد ونادية مصطفى.
موهبة سلطان نمت منذ استشعرت والدته بأنها ستنجب ذكراً وتمنت أن يكون صوته شجياً مثل مطربها المفضل عبدالوهاب، فنصحتها صديقتها بإعطاء المولود المتوقع ملعقة من عصير الرمان بمجرد ولادته ضماناً لكي يصبح صوته جميلاً، وطبقت والدته بالفعل تلك الوصفة بحذافيرها، وأصيب سلطان بنزلة معوية وحين علم الطبيب وجّه إليها اللوم لأنها لم ترضعه في البداية، ثم تمنحه ما تشاء من وصفات.
ثم اكتشفت والدته حبه للموسيقى وهو في الثالثة من عمره، وحينما بلغ السادسة أشبعته والدته عزفاً على البيانو، واشترت له آله العود التي لم تفارقه حتى الثامنة من عمره.
قصة تعارف سلطان بعبد الوهاب كانت غريبة، وبدأت حينما كان سلطان في الثانية عشر من عمره حينما امتدت يداه لدليل التليفون تبحث في فضول عن رقم تليفون عبدالوهاب بالإسكندرية، حيث كان يقضي أشهر الصيف في فيلته الخاصة القريبة من منزل سلطان، واتصل به وأخبره أنه من أكثر معجبيه ويقوم بالتلحين أيضاً، فدعاه لزيارته في الفيلا وعندما ذهب كان عبدالوهاب قد خرج لتوه، فبكى سلطان وكتب له خطاب معاتبة لأنه لم يف بوعده واستهان بمشاعره وترك رقم تليفونه بالخطاب، وفي صباح اليوم التالي أيقظته والدته لتخبره أن شخصاً أسمه محمد عبد الوهاب علي التليفون يريد التحدث معه!! فنهض قفزاً من سريره وفي كلمات مقتضبة طلب رؤيته في الحال.
وبمجرد أن شاهده أمامه بالشورت القصير قال: «أنت محمد سلطان يا حبيبي» وقبّله بحنان، ومنذ تلك اللحظة ارتبط به الطفل إنسانياً وأصبح قريباً من عائلته يتناول الغذاء معه هو وزوجته إقبال نصار أم أبنائه، وعندما كان سلطان في سن السادسة عشرة أصبح قائداً لفرقة موسيقية، وقدمه موسيقار الأجيال كأصغر ملحن لإذاعة الإسكندرية. بينما نشأت صداقة بين موسيقار الأجيال وبين أسرة سلطان، حاول خلالها إقناع والده باتجاهه للموسيقى، لكنه أصر على إلحاقه بكلية الحقوق لدراسة القانون وامتثل الابن لإرادته.