جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

بشارة واكيم تخلى عن رمز الرجولة من أجل الفن

الثلاثاء 19 فبراير 2013 | 07:13 مساءً
القاهرة - Gololy
796
بشارة واكيم تخلى عن رمز الرجولة من أجل الفن

لا يمكن أن نذكر كوميديا زمان دون أن نذكر اسمه، فالفنان الراحل بشارة واكيم لم يكن نجماً عادياً، ولكنه كان أحد أبرز من قاموا بهذه الأدوار في سينما زمان، ومع ذلك فقد كانت بدايته الفنية بالأدوار التراجيدية وحقق بها نجاحاً مماثلاً لما حققه بعد ذلك بالكوميديا، ومن هنا استطاع النجم الراحل أن يحقق المعادلة الصعبة.

إتقان بشارة للهجة الشامية دفع البعض إلى تخيله لبنانياً أو سورياً ولكنه كان مصرياً من حي الجمالية وساكناً بمنطقة شبرا منذ ميلاده في 5 مارس 1890 وحتى وفاته في 30 نوفمبر 1949، ولكن تقمصه اللهجة الشامية كان بسبب انحداره من أسرة لبنانية بمدينة صور، حيث كان والده تاجراً للقماش ثم أتى مهاجراً إلى مصر، أما والدته نازلي نصيف فكانت من طرابلس وتعارف الاثنان وتزوجا وأثمر هذا الزواج عن خمسة أشقاء وشقيقتين لبشارة.

نجم الكوميديا الأصيل تخرج من مدارس الفرير الفرنسية ورغم مسيحيته إلا أنه حفظ القرآن وطالع كتب التفسير، فقد كان مقتنعاً بأن من يريد الثقافة العربية يتوجب عليه أن يحفظ القرآن ويتفهم معانيه، وبعد تخرجه التحق بكلية الحقوق التي تخرج فيها بدرجة امتياز مما رشحه إلى منحة دراسية لفرنسا ولولا قيام الحرب العالمية الثانية لكان أول فنان يحمل درجة الدكتوراه في القانون من جامعة السوربون.

موهبته الفنية كانت السر الذي يخشى أن يُطلع عليه أحد، تجنباً لنظرة الاحتقار التي كان يوجهها الناس للفن والفنانين آنذاك، وعندما سمع بمحاولة جورج أبيض لتكوين فرقته المسرحية توجه إليه وطلب الانضمام إليها، ولكن أبيض رفض بشدة بعدما علم أنه من خريجي الحقوق وأنه في سبيله للاشتغال بالمحاماة فأشفق على مصيره من الفن والمجهول، ونصحه بالتركيز على مهنته، ورضخ بشارة لطلبه وعمل بالمحاماة ولكنه لم يقطع صلته بالفن، وتعرف على سليمان نجيب وعبدالوارث عسر، وكونوا فرقة مسرحية قدمت عدة عروض ناجحة ولكن لم يكتب لها الاستمرار، فدعاه جورج أبيض مرة أخرى إلى فرقته بعدما اعترف بموهبته ومستقبله الفني الحافل.

ومن أجل الفن تجرأ بشارة على حلق شاربه لتسهيل عملية الماكياج، فطرده شقيقه الأكبر لأنه تنازل عن رمز رجولته ليعمل «مشخصاتي» فاضطر للمبيت في أروقة المسرح، ولكنه لم يُبد ندماً مطلقاً بعد ذلك.