نجيب الريحاني وبديعة مصابني.. زواج بلا اتصال جسدي.. لماذا؟
بمجرد أن رآها تسمرت قدماه في الأرض وشعر أن «صفيحة» من الماء البارد وقعت على رأسه.. شعرها طويل يكاد يصل إلى الأرض.. عيناها كالصواريخ تضرب على بعد 20 مترًا.. ترى هل هي لحم ودم وعظم مثلنا؟ هل تأكل وتشرب مثلنا؟! هل في جسمها فشه وكرشة وقوانص وطحال وكبد ومرارة وبنكرياس مثلنا؟.. هذا كان وصف نجيب الريحاني لحالته حينما رأى جمال بديعة مصابني اللبناني السوري.
وبعد عدة لقاءات فنية وعاطفية بينهما اتفق نجيب وبديعة على الزواج، وطالعت مجلة «التياترو» جمهورها بعددها الصادر في سبتمبر عام 1924 بخبر زواج قطبي الرقص والكوميديا بديعة حبيب مصابني ونجيب إلياس الريحاني بكنيسة السرايا، وقد حمل العقد توقيع الريحاني باللغة العربية، بينما وقعت العروس بالحروف اللاتينية، كما نشرت المجلة تقريرًا عن العروسين ملحقًا بصورة زفافهما، وفيها ظهر الريحاني بادي النحافة واقفًا بجوار عروسه ذات الفستان والطرحة البيضاء.
وبعد الزفاف سافر العروسان مع فرقتهما إلى أمريكا الجنوبية لتقديم عروضًا مسرحية هناك، ولكن السعادة الزوجية بينهما لم تدم طويلًا فالخلاف بينهما كان واضحًا، بديعة اقتصادية والريحاني مسرف، هي سيدة أعمال وهو فيلسوف، هي تحب حياة الأسرة وهو يعشق الانطلاق، بالإضافة إلى عدم قدرتهما على الإنجاب مما دفع بديعة إلى تبني طفلة صغيرة تُدعى جولييت وأعطاها الريحاني اسمه رسميًا، ومع ازدياد الخلاف بينهما طلبت الزوجة الطلاق ولكنه حاول إرضائها بشتى الطرق دون فائدة.
وفي النهاية لجأ الريحاني وبديعة إلى الكنيسة بالقاهرة لتطليقهما، وهو ما تم رفضه بشدة لأن المذهب الكاثوليكي لا يسمح بالطلاق، فاتفق الزوجان على استمرار الزواج ولكن اشترطت بديعة «الانفصال الجسدي» بينهما واضطر الريحاني إلى قبول شرطها، وتركت بديعة بعد ذلك بيت الزوجية وفرقته المسرحية، لتؤسس صالتها الليلية التي حققت بها نجاحًا مذهلًا واستقطبت من خلالها العديد من النجوم مثل: محمد فوزي، إبراهيم حمودة، إسماعيل ياسين وغيرهم.