صباح استغلت ردتها عن الإسلام لتحصل على الطلاق من رشدي أباظة
سؤال ظل يحيرها كثيراً «هل هو جاد في طلبه للزواج أم أن إفراطه في الشرب هو ما دفعه لذلك؟!».. ظلت الشحرورة صباح تفكر طوال ليلة كاملة في عرض الزواج الذي فجره رشدي أباظة الليلة السابقة، إلى أن رن جرس الهاتف بصوته يحثها على الاستعداد لإجراءات الزفاف بمدينة صيدا اللبنانية، حيث كانت تقيم شقيقته وزوجها، في هذه اللحظة فقط، تأكدت صباح أن عرض رشدي أباظة كان حقيقيا لا خيال.
وبعدما تقابلا حاولت صباح مناقشته في موضوع الزواج، فكيف ستخون صديقتها الراقصة سامية جمال وتخطف زوجها الذي تعشقه كثيراً، ولكن أباظة أكد لها أنه اتفق مع زوجته على الطلاق قبل سفره إلى لبنان فالحياة بينهما أصبحت مستحيلة، وفور عودته إلى القاهرة سيعلن خبر الطلاق للجميع، ثم يعود مجدداً إلى بيروت لاصطحابها كزوجين سعيدين، ولكن لابد أن يبقيا أمر زواجهما سراً حتى تتم إجراءات الطلاق للحفاظ على صورتها حتى لا تبدو في نظر الجميع «خطافة رجالة».
وأمام قاضي الشرع في صيدا وفي مايو عام 1967، تمت إجراءات الزواج من المسيحية صباح ذات المذهب الماروني إلى المسلم رشدي أباظة، وأبقيا الأمر سراً كما اتفقا، ولكن فات على النجمين أن ذهابهما معاً إلى المحكمة لا يمكن أن يمر مرور الكرام على أعين المتطفلين، فبسرعة فائقة تناقلت صحف بيروت والقاهرة خبر الزواج ولم يعد ممكناً إخفاؤه، وعلى الرغم من قلق صباح إلا أن أباظة تعامل مع الموقف بهدوء عجيب، وأكد لها أن اتفاقهما سيسير كما كان، وبالفعل سافر إلى القاهرة على وعد بالعودة إليها مجدداً لاصطحابها، ولكن مرت ثلاثة أسابيع دون اتصال!
أخذت الشحرورة تنتظر وتطالع الصحف المصرية باحثةً عن خبر الطلاق أو حتى عن خبر زواجهما، ولكن لم يحدث شيئاً سوى تصريح صغير نشرته إحدى الصحف على لسان أباظة ينفي فيه زواجهما ويؤكد استمرار حبه وارتباطه بزوجته سامية جمال وأنه لن يطلقها أبداً!.
هنا ثارت ثائرة صباح وندمت على سيرها وراء المشاعر دون تحكيم العقل، وكان لابد من موقف حاسم يعيد لها كرامتها وكبرياءها، فأرسلت له برقية قالت فيها إنها تقدر ظروفه الشخصية وتطلب منه الطلاق، ولكنه رفض قائلاً: «لن أطلق.. ولتفعلي ما تريدين»، فاستدعت صباح محاميها الخاص للبحث عن مخرج قانوني من تلك الأزمة، واستمر البحث عدة أيام حتى عثر على ثغرة دقيقة.
أما الثغرة فكانت أن الفنانة اللبنانية «مرتدة» عن الإسلام، فقد أشهرت إسلامها بالقاهرة بعد زواجها من المذيع أحمد فراج، ثم ارتدت عنه ولم تقل تلك المعلومة أثناء عقد القران بل قالت إنها مسيحية مارونية، ولأن الدين الإسلامي يُحرم على المسلم الزواج من المرتدة، فصدر حكم المحكمة في الأول من فبراير ببطلان الزواج واعتباره كأنه لم يكن، وتم إبلاغ أباظة عن طريق القنصلية المصرية ببيروت فلم يعترض على الحكم وهكذا أصبح الطلاق نافذاً، واستعادت الشحرورة حريتها وكرامتها وردت الصفعة صفعتين.
وبرغم ذلك وبعد سنوات من الطلاق ظلت العلاقة قائمة بينهما على استمرار المودة والصداقة وهو ما شهدت به ليالي القاهرة وبيروت، فكلاهما أسرع في النسيان من الآخر!