أحمد رامي عشق أم كلثوم.. وزوّجها لآخر
«الصب تفضحه عيونه» هكذا التقى الشاعر العاشق أحمد رامي محبوبته الملهمة كوكب الشرق أم كلثوم، فبتلك الكلمات التي كتبها رامي وغنتها ثومة بدأت علاقتهما التي استمرت 50 عامًا ولم تتوقف إلا بوفاتها عام 1975، وبتلك الكلمات أيضًا أصبحت قصائد رامي هي المعبر الأول عن تلك العلاقة وتفاصيلها.
ولكن الشاعر الشرقي للصميم لم يعرض عليها الزواج مطلقًا برغم حبه الشديد لها، وكانت إجابته دومًا على سؤال «لماذا؟» هي: «لو تزوجتها سيكون الزواج سبباً في اعتزالها الغناء، لأنني رجل شرقي ولن أسمح لها بالغناء، ولم أكن أستطيع أن أقول فيها «سهران لوحدي أناجى طيفك السارى» وهى بجانبي في بيت واحد»، فظل رامي العاشق العازف عن الارتباط بمحبوبته، والأكثر من هذا أنه استجاب لطلب الدكتور حسن الحفناوي بأن يعرفه عليها لأنه من أشد المعجبين بصوتها، وبعدها تم الزواج.
حفلات ثومة كانت كيوم العيد للشاعر العاشق يذهب بكامل أناقته ورونقه، ثم يتخذ مجلسه في المقعد رقم 8 أمام أم كلثوم في كل حفلة، ولم يتغير المقعد لأن الإذاعة المصرية هي التي كانت تمنحه التذكرة، ولم يكن يصطحب أحدًا ولا حتى زوجته، التي كانت على علم بحبه الأبدي ومع ذلك لم تمانع فقد تفهمت طبيعته قبل الموافقة على الزواج به، وفي حفل الزفاف شدت ثومة بأغنيتين الأولى «اللي حبك يا هناه» والثانية «افرح يا قلبي جالك نصيب»، ولم تزرهما بعد ذلك إلا في حفل اليوبيل الفضي لعيد زواجهما، لكن صورتها بقيت معلقة داخل غرفة النوم لمدة 50 عامًا.
أما آخر ما كتب رامي وغنته كوكب الشرق فكانت «يا مسهرني» لمسة العتاب الرقيقة لعدم سؤالها عنه، حتى كانت النهاية بوفاتها والتي بمجرد أن علم بها كسر قلمه وهجر الشعر والناس وجلس مريضاً بالاكتئاب النفسي، ولم يكتب لها قصيدة رثاء بل ظل ينظر إلى الخاتم الذي أهدته إياه يوم زفافه والمكتوب عليه «OK» وظل هذا الخاتم في يده ما يقرب من 40 عاماً، حتى وفاته عام 1981.