نظرية «الملاية اللف».. تختصر فلسفة هند رستم في الإغراء
على الرغم من أن هذا اللقب ظل ملاصقًا لها إلا أن الجميلة الراحلة هند رستم رفضت وبشدة أن تكون «ملكة الإغراء» بل وتعجبت من اختياره بالأساس، فلا يعقل أن يكون سببه مجرد أدائها الإغراء في 5 أفلام من حصيلة 86 فيلمًا هو تاريخها الفني، ولكن الصحافة وقتها هي من أسهبت في ذلك حتى ترسخ بأذهان المشاهدين وأصبح من الصعب تغييره.
ولكن هند لم تلتفت لتلك الحروب الشرسة وبقيت تركز على أعمالها الفنية بل وتصدم تلك الأقلام بآرائها الساخرة عن الإغراء:-
1) قبلات الأفلام واجهتها بتلك النكتة: «واحدة قالت لحبيبها.. سمعت مرة أن القبلة هي لغة الحب.. فرد في لهفة؟ طيب ما تيجي ندردش شوية!»، أما عن الفنانات اللائي يرفضن القبلة على الشاشة فقد أكدت بسخرية: «لازم بيكونوا واكلين بصل!!».
2) وعن آرائها في العري من أجل لفت الانتباه فكان رأيها «لا دخل للملابس العارية في الإغراء.. فبنت البلد تستطيع بملايتها اللف أن تثير حولها زوبعة من إعجاب الرجال لا تثيرها بنت عصرية ترتدي فستان سهرة أو «اديكولتيه» يكشف عن ساقيها وصدرها، فالإغراء في نظري.. ليس في السيقان العارية أو الصدر المكشوف.. إن بحة الصوت أو نظرات العيون قد تكون أشد تأثيرًا في بعض الأحيان.. فمقاييس جسم «ريتا هيوارث» تجعلها متوسطة الجمال، ولكن طريقة كلامها وتمثيلها فيها كل أسلحة الإغراء».
3) وفي إحدى المرات وأمام أديب المرأة إحسان عبدالقدوس استجمعت تركيزها بقوة وفاجأتهم برأيها في الرجل قائلًا: «علاقة المرأة بالرجل مشكلة تحير.. إذا ابتسمت المرأة.. يعتقد الرجل أنها تتظاهر بحبه، وإذا لم تبتسم اعتقد أنها باردة كالثلج.. وإذا تركته يقبلها.. تمنى في نفسه أن تكون أكثر رزانة، وإذا تمنعت بحث عن أخرى.. وإذا لم تخرج معه أعتقد أنها متقلبة، وإذا خرجت أعتقد أنها رخيصة.. إذا جاملته تصور أنها ساذجة، وإذا لم تفعل تصور أنها لا تفهمه.. أيها الرجال إننا لا نعلم ماذا تريدون».
وبذلك استطاعت هند رستم التي حصرتها الأقلام في «الجسد» مع كمال الشناوي، «صراع في النيل» مع رشدي أباظة، «شفيقة القبطية» مع حسين رياض، تحقيق نظريتها في الإغراء فلم تقدم يومًا الابتذال أو العري السائد في يومنا هذا وبقيت رغم اعتزالها الفن نجمة من نجمات الزمن الجميل دون أن يختلف عليها أحد.