هند رستم.. بنت البلد الذي ظل جميلها معلقا في رقبة القصري

التقى بها في سنوات عمره الأخيرة من خلال فيلمي «ابن حميدو» و«إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين» وفيهما كان الفنان الراحل عبدالفتاح القصري هو والد الجميلة هند رستم، ولعل القدر لم يسنح لهما بالمزيد من الأعمال ولكن بقيت العلاقات الإنسانية هي المحرك الأساسي في علاقتهما.

أثناء مرض القصري الأخير كانت الفنانة الراحلة هي إحدى من وقفن بجواره وذلك بعدما تلقت اتصالًا تليفونيًا من ماري منيب تخبرها فيه بما حدث للقصري، حيث سقط في الشارع مغشيًا عليه ونقله الجيران إلى مستشفى حكومي بعنبر الفقراء لعدم استطاعته الإنفاق على العلاج، واتفقتا على جمع تبرعات من الفنانين لنقله إلى مستشفى «مبرة محمد علي».

وكان أول الفنانين الموسيقار الراحل فريد الأطرش الذي لم يكتف بذلك بل سألها قائلًا: «هل اتصلتِ بعبدالحليم حافظ؟» فأجابت بالنفي لأنها لم تقابله من قبل، حتى أنها رفضت العمل معه في فيلمه الأخير «أبي فوق الشجرة» لأن الدور لم يناسبها، فعرض عليها فريد الذهاب إلى منزل حليم وسيتولى هو الأمر هناك، وبالفعل ذهبا إلى حليم واستقبلهما الأخير بحفاوةً بالغة ورحب بالتبرع دون تردد، ثم توجه إلى فريد بسؤال عن قيمة تبرعه، فأخبره أنه دفع 250 جنيها، فدفع حليم مثلها ومكث الثلاثة فترة من الوقت يتحدثون، وكان وقتًا لطيفًا كما أكدت الفنانة الراحلة في حديثها مع مجلة الكواكب في مارس 2010.

وبذلك كان مرض القصري هو الوسيط الذي جمع هند وحليم للمرة الأولى والأخيرة، كما تأكد لديها شيء آخر في ذلك الوقت، وهو نفي جميع الشائعات التي ترددت في تلك الفترة عن وجود خلافات كثيرة بين فريد وحليم «فقد وجدتُ حبًا عميقًا في قلب كل منهما تجاه الآخر».