جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

عادل خيري.. كوميديان تخلى عن حلمه من أجل استكمال مسيرة نجيب الريحاني

الثلاثاء 12 مارس 2013 | 03:07 مساءً
القاهرة - Gololy
1237
عادل خيري.. كوميديان تخلى عن حلمه من أجل استكمال مسيرة نجيب الريحاني

طفل صغير شبّ في بوتقة والده «بديع خيري» وصديقه الفنان نجيب الريحاني، فخرج منها فنانًا كوميديًا من الطراز الأول؛ إنه الفنان الراحل عادل خيري، الذي عشق مسرح الريحاني، وتفرغ طوال ما يقرب من 7 سنوات هي نتاج حصيلته الفنية لإعادة إنتاج أعمالهما الفنية ولكن بأسلوبه المميز، الذي حبّب الجماهير إلى نتاجهما المسرحي الذي لم يتم تسجيله لظروف تكنولوجيا عصرهم القاصرة.

في حي روض الفرج عاش عادل بعض الوقت مع أشقائه الثلاثة مبدع ونبيل وآمال، ثم انتقلت العائلة لتعيش في حي باب اللوق، ومن دون أشقائه اتفق الريحاني مع صديقه بديع على إرسال عادل خاصةً إلى فرنسا لدراسة فن الإخراج، لتحقيق أمنية الصبي الصغير الموهوب الذي تعلق بالإخراج أكثر من التمثيل، ولكن وفاة الريحاني حالت دون ذلك وكان عادل وقتها بالسنة النهائية في كلية الحقوق جامعة القاهرة.

وحمل بديع خيري راية صديقه الريحاني وقاد فرقتهما المسرحية وبدأ يوزع الأدوار على سراج منير وحسن فايق وغيرهما، أما ابنه فبالكاد حصل على أدوار صغيرة وبرر الوالد ذلك بقوله: «الحكم على موهبة أي فنان تعود لجمهور المسرح وليس لبديع خيري أو غيره»، ولكن بعد فترة استطاع عادل أن يقوم بأدوار الريحاني خير قيام، إلى أن أصبح المسرح «كامل العدد» يوميًا حتى توقف عن التمثيل، ولعل هذا الإقبال هو ما جعل التلفزيون المصري يبدي رغبته في تصوير المسرحيات التي كان يقدمها ويخرجها، وعلى رأسهم: «إلا خمسة»، «ياما كان في نفسي»، «حسن ومرقص وكوهين»، «لو كنت حليوة».

الفنان الشاب الذي توفي وهو بعمر32 عامًا، والذي شكلته وفاته صدمة للجميع كان مصابًا بالسكري ثم أصيب بتليف الكبد، وقبل وفاته بعام اعتمد على بعض الحقن والأدوية حتى يتمكن من استكمال العرض المسرحي، ولكن المرض اشتد عليه وأصبح مقيمًا في المستشفى بصفة مستمرة فتوقف نهائياً عن العمل بأواخر أيامه.

ولكنه ملّ من المكوث بسرير المرض بعيدًا عن المسرح والجمهور، فقرر الذهاب ذات مرة إلى المسرح، وبعد انتهاء العرض خرج من الكواليس متجهًا إلى خشبة المسرح، فضجت القاعة بالتصفيق طويلًا له، فانهمرت دموعه متأثرًاً بحفاوتهم، وتوفى بعد هذا المشهد بأيام في 12 مارس 1963، وكأنه أراد إلقاء نظرة الوداع الأخير على المسرح الذي ارتبط به منذ أن كان يذهب إليه وهو طفل بصحبة والده.

عادل خيري
عادل خيري