جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

صورة ابن أحمد عرابي الذي أنجبه في المنفى ولم يره أحد

الثلاثاء 02 ابريل 2013 | 01:34 مساءً
القاهرة - Gololy
2249
صورة ابن أحمد عرابي الذي أنجبه في المنفى ولم يره أحد

بعد فشل الثورة العرابية عام 1882 والتي انتهت بإدانة زعيمها أحمد عرابي ورفاقه بتهمة العصيان، صدر الأمر بإقصائهم عن الجيش ومصادرة أملاكهم ونفيهم إلى جزيرة سيلان «سريلانكا»، والتي كانت تُسمى بجنة آدم، جنوب شبه القارة الهندية، كما تقرر منحهم 30 جنيهًا مصريًا في الشهر، وهو مبلغ لا يفي بأعبائهم من معيشة وعلاج ومصاريف أبنائهم في المدارس بعد الموافقة على اصطحاب ذويهم إلى المنفى.

وقبيل مغادرة عرابي توالت عليه الهدايا سرًا من سيدات الطبقة الارستقراطية وتنوعت بين سجادة للصلاة ومصاحف وحقائب سفر، وفي سريلانكا وبمجرد الهبوط من السفينة استقبل الجميع عرابي ورفاقه بحرارة بالغة سواء كانوا مسلمي الهند أم أصحاب بعض الطوائف الدينية الأخرى مثل البوذية وغيرها، وارتفع الصياح والهتاف وأسرع بعضهم لتقبيل يديه باعتباره رمزًا وطنيًا ودينيًا.

وفي المنفى أصبح عرابي ورفاقه «أسرى حرب» وفُرضت عليهم الرقابة الكاملة ولم يسمح للجمهور بالاتصال بهم أو دخول منازلهم، كما تلقوا تحذيرًا بألا يغادروا الجزيرة إلى الهند مطلقًا، ولكن مع مرور الوقت أصبح من الصعب منع الزيارة عن منزل عرابي، الذي اتسعت دائرة صداقاته بشكل مذهل؛ فكان مسلمو الهند يمرون عليه في الطريق إلى الحج للتعبير عن تقديرهم له وسعادتهم بوجوده معهم، حتى يقال أنه تزوج هناك وأنجب ولدًا يظهر معه في صورة نادرة.

أما البريطانيون هناك فقد تعاطفوا مع قائد الثورة العرابية، ولم يشعروا بالكراهية تجاهه، ومن هؤلاء الإنجليز «Thomas Lipton» صاحب مزارع الشاي الشهير في سريلانكا، حتى أن تلك العلاقة أثارت بعض القلق لدى المسئولين البريطانيين.

وقضى عرابي في المنفى نحو 19 عامًا هناك، حيث ودّعه أهلها في سبتمبر عام 1901 وداعًا حارًا، وكان العكس تمامًا في بلاده مصر؛ فأحيطت عودته بتكتم رسمي وإعلامي شديدين، وعلى الرغم من ذلك استقبله البعض في ميناء السويس ومحطتي الزقازيق وبنها، ولكن صحف المعارضة جندت الأقلام لنشر مقالات تتهمه فيها بأنه جلب الاحتلال البريطاني إلى مصر.

 

احمد عرابي مع ابنه
الزعيم احمد عرابي