ويكيليكس: تعيين السادات لمبارك نائبًا له كان يمثل «صفعة» للقذافي

في إطار الوثائق السرية التي قرر موقع «ويكيليس» نشرها مؤخرًا حول مراسلات وزارة الخارجية الأمريكية بقيادة هنري كيسنجر مع سفاراتها وحكومات عدة دول أخرى، كشفت إحدى الوثائق عن التساؤلات التي أثيرت حول اختيار الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات الفريق طيار محمد حسني مبارك، قائد القوات الجوية آنذاك، كنائب له عام 1975.

تعيين مبارك، كما تذكر الوثيقة، كان مفاجأة غير متوقعة للجميع ولا يزال يحمل قدرًا من الغموض، وأشارت إلى أنه بغض النظر عن السبب الحقيقي لتعيينه في هذا المنصب، إلا أنه سيكون بمثابة صفعة لعقيد الليبي معمر القذافي؛ فبالنسبة للمصريين، يستحضر اسم مبارك ذكرى الطائرة الليبية المدنية التي أسقطتها إسرائيل في صحراء سيناء في فبراير 1973، وهو الحادث الذي طالب القذافي على أثره السادات بفصل مبارك من منصبه، بسبب الإهمال، الأمر الذي رفضه السادات آنذاك؛ إذ تحدث «بطريقة متعالية» مما لاقى قبولًا شعبيًا واسعًا لدى المصريين.

نائب السادات، وفقًا لوزير الخارجية المصري آنذاك إسماعيل فهمي، تم اختياره لدعم الروح الشابة ولترضية القوات المسلحة فهو يحظى بشعبية داخلها وخارجها، ولكن مبارك لا «يفقه» شيئًا في السياسة، ولكن السادات بات يجعله يحضر كل الاجتماعات «لهذا سوف يتعلم مبارك»، وتضيف الوثيقة أنه لا توجد مهام محددة تم إسنادها للنائب الجديد، ولكن في ذات الوقت ينبغي ألا تفهم إساءة اختيار مبارك لهذا المنصب بأنه اختيار السادات لخليفته المنتظر فهذا «غير مقصود».

رواية أخرى مشابهة لذلك التفسير، تناولتها الوثيقة تقول أن الجيش غير راضٍ عن سياسات السادات، وأنه طلب ترقية مبارك ليجعل أحد رجاله كمراقب في موقع مقرب من الرئيس. ولكن السفير الأمريكي وقتها رجح أن تكون ليبيا هي من يروج لتلك التفسيرات المتعلقة بوجود احتقان بين الجيش والسادات.