خطأ «لغوي» أفسد علاقة دولت أبيض بزوجها

التقته أول مرة حينما كان يؤدي دور نابليون بونابرت في أوبرا بعنوان «مدام سان جين»، ومع أول ظهور لجورج أبيض على المسرح أحست الفنانة دولت قصبجي أن القدر سيجمعها مع هذا الشاب بعد سنوات، وبالفعل تزوجا وحملت هي اسمه فيما بعد وأصبحت دولت أبيض.

التحقت دولت بفرقة نجيب الريحاني بدون علم عائلتها الارستقراطية المتزمتة، وقدمت معهم عدة عروض ناجحة بالإسكندرية ولكنها لم تشعر بميل نحو اللون الكوميدي الذي يقدمه الريحاني، ورفضت بطولة مسرحية «حمار وحلاوة»، فاقترح عليها الريحاني الذهاب لفرقة جورج أبيض والعمل معه «جورج فنان كبير ولطيف ويقابل كل الفنانين الناشئين بروح سمحة وبنفس طيبة» وأوصاها أن تبلغه تحيات الريحاني وكان ذلك أواخر عام 1917.

وكانت تلك هي المرة الأولى التي يلتقيا فيها وجهًا لوجه، وبعد عدة سنوات صارحها

جورج بحبه وطلب يدها للزواج، فقالت له دعني أفكر «لأن أهلي سيرفضون هذه الزيجة» ولكنه أجابها: «لا تفكير.. سنهرب من أهلي وأهلك ونسافر إلى دمشق»، وبالفعل تزوجا عام 1923 وسافرا إلى لبنان؛ حيث قدما عدة أعمال ناجحة منها «صلاح الدين الأيوبي»، «أوديب»، «عطيل» وغيرها.

وعاشت دولت مع جورج حياة مثالية لا يعكر صفوها سوى «اللغة العربية»؛ فزوجها كان حُجة في قواعد اللغة العربية لا يمكن أن ينطق لفظًا خطأ أبدًا، وكانت هي «بنت ذوات» ارستقراطية تجيد عدة لغات أجنبية ولكن مستواها بالعربية لم يكن جيدًا، وذات مرة كانت تقف أمامه على خشب المسرح واضعةً يدها حول ظهره عندما أخطأت في «إعراب» كلمة، وأراد جورج أن يعاقبها فضغط على يديها بقسوة حتى كاد أن يكسرها، فنشبت أظافر يدها الثانية في رقبته، وقتها فقط انتبه جورج إلى بشاعة ما فعله فغفر لها خطأ الإعراب وأكملت معه المسرحية بلا أخطاء في التشكيل.