بالصور.. تعرف على الرجل الذي أبكى الملك فاروق
مازالت أسطورة ملك مصر والسودان الملك فاروق الأول تتردد حتى الآن، خاصة مع الحنين على أيام الملكية بفخامتها ومكانتها المعهودة، ومع تردد اسم الملك يظهر بقوة اسم أحد أفراد حاشيته، والذي اتهم بعد ثورة 23 يوليو 1952 بإفساد الملك وبالإضرار بمصالح البلاد.. إنه الإيطالي انطوان بوللي.
وبوللي من مواليد أحد أحياء ميلانو الفقيرة في عام 1908، وكان ترتيبه الثالث بين سبعة أشقاء، وعندما بلغ الخامسة عشر من عمره التحق بالمدرسة البحرية الإيطالية لكنه غادرها بعد أن عارض شقيقه الضابط البحري؛ لأنه مازال صغيرًا لا يمكنه تحمل أهوال البحار، فعمل بعدها بإحدى شركات الكهرباء لمدة عامين.
وفى عام 1930 قرر الإيطالي الطامح الرحيل إلى مصر سعيًا وراء الامتيازات التي ينالها الأجانب تحت سطوة الاحتلال الإنجليزي، وبمعاونة بعض الأصدقاء وجد عملًا في إحدى شركات الكهرباء، والتي كلفته بأعمال كهربائية بسراي المنتزه الملكية، وهناك تقرب من كبار رجال القصر، الذين عينوه براتب 15 جنيه شهريًا.
وخلال فترة قصيرة استطاع مصادقة ولي العهد الأمير فاروق، والاستيلاء على عقله بألعاب كهربائية مسلية، وتعليمه الكهرباء واللاسلكي، فارتفع راتبه إلى 25 جنيه شهريًا دفعة واحدة، وكاد أن يطرد من القصر بعد سفر فاروق إلى لندن للتعلُم، ولكن وساطة الأميرة فايزة حالت دون ذلك.
ثم عاد فاروق من الخارج ملكًا على مصر، وبالتالي توسعت مهام صديقه الإيطالي في القصر وأصبح مسئولًا عن توزيع التدفئة ونقل النجف وتغييرها وتصليح الأباجورات، وقد توطدت علاقتهما كثيرًا بعد زواج فاروق من الملكة فريدة؛ بعد أن نجح بوللي في كسر ملل الملك بسهراته الخاصة والتي انتهت بثورة يوليو العسكرية.
وقد رفض مجلس قيادة الثورة، كما كتب الرئيس الراحل أنور السادات، طلب فاروق باصطحاب بوللي معه إلى الخارج، فغادر البلاد حزينًا وأبلغ قائد يخت المحروسة وهو يبكي «أنا في غاية الحزن لأن بوللي لم يسافر معي، فأنا أحس كأنني فقدت قطعة من قلبي، إنني لا أعرف ماذا أفعل بدونه».
وقد حُكم على «فاروق الثاني»، كما كانوا يلقبون بوللي، بالسجن بتهمة التوسط في أمور مخلة قام بها الملك، وبهذا طويت صفحة الكهربائي الإيطالي البارع في العزف على آلة «المندولين»، والطامح في السلطة والشهرة.