نزار قباني.. كتب آخر قصائده على كيس «دواء»

الكتابة للأديب هي زاده الأول والأخير في رحلته الدنيوية، وإذا ما جفّ نبعه الأدبي فإذ ذاك فقط تُعلن وفاته، والشاعر السوري الكبير نزار قباني هو أحد الأدباء الذين ظلّ نبعهم الأدبي فائضًا حتى لحظة نهاية الأجل.

نزار بقيّ يُعالج في إحدى مستشفيات مدينة الضباب لندن، لما يقرب من 8 أشهر قبل وفاته عام 1998؛ حيث أصيب بذبحة قلبية ولم يتعاف منها نهائيًا بل كان يحتاج لجراحة ثانية، بعد الجراحة التي أجراها قبل 15 عام، وكان يعرف ذلك ولكنه لم يكن ليتحمل إجراء جراحة أخرى، فاعتمد في تلك الفترة على الأدوية فقط.

وخلال تلك الأشهر لم ينقطع الشاعر السوري عن الكتابة مطلقًا، وأبقت ابنته هدباء على الأوراق والقلم بجانب سريره حتى آخر 3 أشهر، ولكن عندما أصابه التعب الشديد ولم يكتب أخذت هي الأوراق وتركت القلم.

وذات يوم استيقظ نزار ليلًا وأراد الكتابة فلم يجد الورق، ولم يستطع أن يطلب شيئًا من فريق التمريض، فأفرغ كيس الأدوية المصنوع من الورق، وكتب على جوانبه آخر قصيدة في مشاوره الأدبي، والتي تحتفظ بها عائلته حتى الآن، ولم تؤكد هدباء قباني إذا ما تم نشر القصيدة بالفعل بعد وفاة والدها أم لا.