عدنان مندريس.. أعاد الآذان إلى تركيا فأعدمه الجيش

في ظل المظاهرات الشعبية التي تجتاح تركيا الآن، اعتراضًا على السياسات التي يتبعها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان نحو «أسلمة» الدولة، كما يؤكد معرضيه، عادت للأذهان من جديد ذكرى خليفه الراحل عدنان مندريس.

مندريس هو رئيس وزراء تركيا طوال عقد الخمسينيات، وقد كان أحد أعضاء «حزب الشعب الجمهوري»، الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك لكنه انشق وبعض رجاله وشكلوا «الحزب الديمقراطي» الذي فاز بأغلبية ساحقة في انتخابات عام 1950، شُكل على إثرها حكومة جديدة.

رئيس الوزراء التركي الراحل لم يعلن مطلقًا إسلامية الدولة، بل سعى إلى دمج تركيا مع القوى الغربية من خلال حلف شمال الأطلسي، وإقامة علاقات قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه في نفس الوقت اتخذ إجراءات صارمة ضد العلمانية مثل إعادة الآذان باللغة العربية وإدخال الدروس الدينية إلى المدارس العامة، وفتح أول معهد ديني عال إلى جانب مراكز تعليم القرآن الكريم.

ومع نهاية عقد الخمسينيات خشي الجيش التركي من خسارة نفوذه والعودة بتركيا للخط الإسلامي من جديد، فقادوا أول انقلاب عسكري خلال العهد الجمهوري في 27 مايو عام 1960، وسيطروا على الحكم واعتقلوا مندريس ورئيس الجمهورية جلال بايار، وحُكم على الأول بالإعدام مع وزيري الخارجية والمالية، وعلى الثاني بالسجن مدى الحياة.

وفي اليوم التالي لصدور الحكم في سبتمبر عام 1960 تم تنفيذ حكم الإعدام، ليكون أول ضحايا العلمانيين في الصراع الداخلي بتركيا.