طارق حبيب.. رفض ارتداء عباءة المحاماة ليصبح معشوق الرؤساء
«مع أجمل المني وأرق تحياتي»، بمجرد أن تسمع هذه الجملة الرقيقة تتذكر على الفور الإعلامي الكبير طارق حبيب، الذي كان دائما ما ينهي لقاءاته مع ضيوفه بها.
طارق حبيب على الرغم من تخرجه في كلية الحقوق، إلا أنه عشق الإعلام عشقا شديدا، وهو ما جعله يرفض ارتداء عباءة المحاماة ليتجه إلى العمل الإعلامي، فقد بدأ صحفيًا، ثم معدًا للبرامج وكان أول برنامج أعده هو برنامج «الكورة فن» للمايسترو صالح سليم، وبرنامج «كلاكيت» مع الإعلامية نجوى إبراهيم.
وقد ذاعت شهرة حبيب بعد أن قدم أول برامجه «2 على الهوا»، وكان البرنامج يقوم على استضافة اثنين من نجوم الفن أو الأدب بينهما منافسة، ويسألهما نفس السؤال ليتلقى إجابات مختلفة، ومن أشهر برامجه «من الألف إلى الياء» و«أوتوجراف» و«تلسكوب» و«أمس واليوم وغدًا»، وغيرها من البرامج الناجحة.
وفاجأ حبيب مشاهديه عام 2002 أثناء الاحتفالات بذكرى ثورة يوليو بإذاعة برنامج وثائقي يحمل اسم «الملفات السرية للثورة المصرية»، والذي حاور فيه أكثر من 70 شخصية ارتبطت بحكام مصر فاروق ومحمد نجيب وعبد الناصر والسادات، وعرف بعدها بأنها معشوق الرؤساء.
حاور حبيب عدد كبير من العظماء في كافة المجالات السياسية والفنية والأدبية، وكان أبرزهم حواره مع الأديب توفيق الحكيم، والرئيس الفرنسي «ديستان»، والزعيم الإفريقي «نيلسون مانديلا»، وملكة مصر والسودان «ناريمان» زوجة الملك فاروق، كما حاور الدكتور مصطفى محمود والشيخ متولي الشعراوى والفنان محمد عبد الوهاب وطه حسين وأديب نوبل نجيب محفوظ وغيرهم الكثير من العمالقة.
يذكر أن الإعلامي طارق حبيب ولد عام 1936، وبدأ العمل في التليفزيون المصري عام 1970، وكان آخر برنامج قدمه كان برنامج «طارق حبيب يتذكر»، الذي قدمه في قناة التحرير مع بداية صدورها بعد ثورة 25 يناير، إلا أنه منذ عام فضل الابتعاد عن العمل الإعلامي والجلوس في بيته، إلى أن وافته المنية عن عمر يناهز 77 عاما، بعد حياة إعلامية حافلة.