حافظ الأسد.. طيّار اعتقل في مصر وأحيل إلى التقاعد في سوريا

يُعد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد أحد الرموز الهامة التي شهدت حقبة فاصلة في التاريخ العربي السياسي، والذي بدأ بانقلابات عسكرية في عدة دول عربية لإسقاط رموز الفساد وتولي الجيش زمام الأمور.

الأسد ينحدر من عائلة ريفية كانت تقطن قرية القرداحة السورية، والتي تميزت بنضالها ضد الاحتلال الفرنسي، ومع ذلك ألحق بالمدرسة الابتدائية التي أنشأها الفرنسيون عندما أدخلوا التعليم إلى القرى النائية، وأصبح أول طفل بالعائلة يتلقى تعليمًا رسميًا.

الرئيس الراحل تابع دراسته الثانوية في مدينة اللاذقية، وطالما تمنى أن يلتحق بكلية الطب في إحدى جامعات بيروت، لكن ظروفه الاجتماعية والمادية حالت دون ذلك، فاستبدلها بالكلية الحربية في حمص، ليتخرج منها ضابطًا طيارًا في منتصف الخمسينيات، وكان وقتها عضوًا بحزب البعث العربي الاشتراكي.

وخلال الوحدة بين مصر وسوريا اختير الأسد للذهاب إلى مصر لتلقي تدريبات عسكرية على الطيران النفاث، كما أرسل إلى الاتحاد السوفيتي للتدرب على الطائرات التي زود بها سلاح الجو السوري، وعقب أزمة الانفصال عام 1961 أودع وزملاؤه السجن في مصر، حتى أُطلق سراحهم بعد 44 يومًا في عملية مبادلة مع مجموعة من الضباط المصريين المحتجزين في سوريا.

الأسد كان رافضًا للانفصال عن مصر لهذا أُبعد عن الجيش بعد عودته إلى سوريا، وأحيل إلى الخدمة المدنية في إحدى الوزارات، ليعود مجددًا بعد استيلاء حزب البعث على السلطة في 8 مارس عام 1963، فيما عُرف بثور الثامن من آذار.