لماذا تنصّلت فاتن حمامة من مصريتها؟
لم تكن هزيمة يونيو 1967 هزيمة سياسية بقدر ما كانت هزيمة داخلية لفناني مصر، خاصة الذين تحمسوا للحلم الناصري وحملوا على أعناقهم مسئولية الدعاية لمصر ولحلمها الثوري بالخارج مثل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.
فاتن كانت من هؤلاء الذين صدمتهم النكسة وهم خارج بلادهم، لذلك وصفت يوم الخامس من يونيو بأنه الأسوأ على امتداد عمرها «لقد أصبتُ بالذهول... كل شيء تحطم في داخلي... كنت خارج مصر.. ما الذي يملكه مواطن مصري في الخارج في هذه اللحظة؟.. الدموع.. الحزن.. الإحباط.. كراهية كل ما هو موجود.. الثورة والدولة والهزيمة».
فاتن تنصلّت من مصريتها في الخارج؛ فقد غيّرت جنسيتها وتهربت من حارسة العقار الذي كانت تسكنه شهرًا كاملًا حتى لا تراها «هل تصدق أننا كنا نغير جنسيتنا، نعم كنا نفعل ذلك، وعندما كنت أقابل الناس كنت أقول: أنا تركية! وكان المصريون كلهم كذلك.. الأسمر يقول أنا هندي، والأبيض يقول أنا تركي».
الفنانة المصرية أكدت أن الهزيمة لم تكن هزيمة جيش في معركة، بل كانت هزيمة الوطن داخل أنفسنا.