توفيق الحكيم.. عزلته والدته عن العالم في طفولته.. صورة نادرة
كانت نشأته مميزة فمن أب مصري له أصول ريفية كان يعمل في سلك القضاء بمحافظة البحيرة ولد الأديب المصري توفيق الحكيم بينما كانت والدته ابنة لأحد الضباط الأتراك الارستقراطيين المتقاعدين.
والدة الحكيم كانت تحرص على قطع صلته بعائلته من الفلاحين، وعزلته عن أقرانه من الأطفال، لذلك نشأ وحيدًا لا يؤنسه سوى القراءة والتحصيل، ثم انتقل إلى القاهرة مع أعمامه لمواصلة الدراسة الثانوية في مدرسة محمد علي الثانوية.
بُعد الأديب المصري عن عائلته أتاح له قدرًا يسيرًا من الحرية في ممارسة الموسيقى والتمثيل، فأخذ يتردد على عدة فرق مسرحية مثل فرقة جورج أبيض وغيرها، ثم اعتقل بسجن القلعة في أعقاب ثورة 1919، ولكن والده استطاع نقله إلى المستشفى العسكري حتى أفرج عنه.
التحق الحكيم بكلية الحقوق نزولًا على رغبة أبيه ليتخرج فيها عام 1925، عمل بعدها لدى أحد المحامين المشهورين، حتى أوفد إلى بعثة دراسية في باريس للحصول على شهادة الدكتوراه في الحقوق، ولكنه في الحقيقة انصرف عن دراسة القانون وتفرغ لزيارة متاحف اللوفر وقاعات السينما والمسرح، واكتسب بذلك ثقافة أدبية وفنية واسعة.
وأخيرًا عاد الحكيم من دون الشهادة التي أرادها والده، فعمل بعدة وظائف حكومية حتى عُيّن مندوب مصر بمنظمة اليونسكو في باريس.