أبراهام لينكولن.. رئيس ولد في أحد الحقول الزراعية

في كوخ صغير بإحدى مزارع ولاية كنتاكي الأمريكية ولد الرئيس الأمريكي السادس عشر أبراهام لينكولن، الذي يرجع إليه الفضل في إلغاء نظام الرق، وإنهاء شبح الحرب الأهلية التي أشعلتها عدة ولايات جنوبية بإعلانها الانفصال وتكوين دولة مستقلة باسم «الولايات الكونفيدرالية الأمريكية»، حيث أخضعها بقوة السلاح إلى الحكم المركزي.

نشأة لينكولن كانت بسيطة للغاية؛ فوالده كان يعمل نجارًا وأمه سيدة منزل توفيت وهو في التاسعة من عمره، فنشأ طفلًا هادئًا لا يميل إلى اللعب والمزاح، وإنما أحبّ القراءة والاطلاع، ولعلّ السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى زوجة أبيه، التي شجّعته على تخصيص ساعات طويلة من يومه للقراءة في كتب الأدب والشعر، كما غرست فيه القيم الدينية وأطلعته على الكتاب المقدس وأحكامه، وأرست فيه مبادئ المساواة بين البشر دون النظر إلى الجنس أو اللون.

لينكولن انتقل إلى ولاية إلينوي للبحث عن عمل، وعلى الرغم من أنه لم يُنه تعليمه الأساسي إلا أنه درس مبادئ القانون الإنجليزي والأمريكي، ومارس المحاماة مع أحد أصدقائه، ثم انتخب بعد ذلك عضوًا في مجلس النواب الأمريكي، وخلال ذلك عارض حرب بلاده مع المكسيك، ولكن بعد انتصار الولايات المتحدة على المكسيك وحصولها على أراضي تكساس وكاليفورنيا، انحدرت شعبيته بشكل كبير وانسحب من الانتخابات وعاد لممارسة المحاماة من جديد.

وبعد فترة انضم لينكولن للحزب الناشئ «الحزب الجمهوري» وأصبح عضوًا نشطًا، فحصل على ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية، ولكن ولايات الجنوب الأمريكي هددت بالانفصال حال فوزه لمواقفه المعارضة لنظام الرقّ بتلك الولايات، وهو ما حدث بعد تنصيبه كأول رئيس أمريكي عن الحزب الجمهوري عام 1960، ولكنه استطاع إخضاعهم بقوة السلاح وإرجاعهم إلى الدولة الأم.