عبدالرحيم الزرقاني حُرم من بعثة فرنسا بسبب زكي طليمات
الفنان المسرحي عبدالرحيم الزرقاني واحد من ثلاثة وضعوا أساس فن الإخراج التي شيدت نهضة المسرح العربي في الستينيات، وهو أحد تلامذة عميد معهد الفنون المسرحية الفنان زكي طليمات.
طليمات ظلم الزرقاني؛ حين رفض إيفاده عام 1950 إلى بعثة لدراسة فن الإخراج في فرنسا، مع أن ترتيبه في التخرج من المعهد كان يؤهله؛ فقد كان الثاني على المعهد بعد الفنان حمدي غيث، بينما حلّ الفنان نبيل الألفي ثالثًا.
لذلك لم يسافر الزرقاني بأمر من طليمات، الذي تجاوزه بحجة أن سنه كبيرًا ووضع نبيل الألفي بدلًا منه، ومع ذلك استطاع هو كأستاذ في المعهد تقديم العطاء السخي لموجة عالية ثانية من تلاميذه المبعوثين إلى أنحاء العالم، والذين عادوا في الستينيات ليُحيوا المسرح من جديد.
تميز الفنان المسرحي بشفافية عالية في الأداء الإخراجي، فقد كان يقرأ النص للمرة الأولى، فإذا أحبه تعلق به وقام عليه يقرأه مرات عديدة، ويدقق في كل كلمة وكل إشارة فيما يقرأ، ثم يتصل بالمؤلف أو المترجم في النهار وفي الليل يسأل عما يريد التحقق منه، ليعاود القراءة مع مساعدي الإخراج من تلاميذه ملاحظًا لانطباعاتهم واتجاه اهتمامهم، فالمسرح بالنسبة له هو الكلمة والممثل «النجاح في المسرح لا يتحقق إلا بالكلمة الممتازة والممثل المناسب للدور».
ولكل ما سبق كان يُدقق الزرقاني في حرفية النص المسرحي؛ فإذا استبدل ممثل كلمة بأخرى أثناء البروفات لأنه لم يحفظ دوره مثلًا يرُده هو قائلًا: «لكل كلمة في العمل الأدبي إيحاؤها ولكل كلمة جرسها.. وكما أنه لا يستقيم أن تستبدل كلمة بكلمة في الشعر، كذلك في النثر وفي الدراما، لا يستقيم أن تفعل ذلك»، وإذا أخطأ الممثل في البروفة كان يقول له مُداعبًا: «قول اللي في النص.. لا تودي نفسك في داهية!».