البطولة التي بحثت عن محمود ياسين

أرادت له أسرته أن يصبح محاميًا «قد الدنيا» ولكن طموح محمود ياسين الفني دفعه إلى اقتحام السينما أثناء دراسته بكلية الحقوق؛ حيث التقى في القاهرة عدة قامات فنية ساعدته على تشكيل موهبته وتوجيهها إلى الاتجاه الصائب، وعلى رأسهم: عبدالرحيمالزرقاني، سعد أردش والمخرج حسين كمال.

ياسين دان بالفضل في نجاحه الفني إلى كمال؛ حيث جعله يتلمس أسلوبًا خاصًا في السينما ويتخذ أسلوبًا جديدًا في الأداء عن فترة وقوفه على خشبة المسرح في الجامعة والمدرسة الثانوية في بلدته بمحافظة بورسعيد «كمال علمني كيف أضبط انفعالاتي وأعبر عنها».

وبدأ التعارف بين الفنان والمخرج حينما شاهده الأخير وهو يؤدي دوره في مسرحية «سليمان الحلبي» ثم أخذ يتابع مشواره الفني وحينما كان يوزع الأدوار الثانوية بفيلمه الجديد آنذاك «نحن لا نزرع الشوك» رشّح ياسين لدور «علي» وبعث بأحد مساعديه للبحث عنه واستغرق هذا الأمر فترة طويلة حتى وجده.

ويذكر ياسين عن هذا الدور أنه أحسّ وقتها بثقة حسين كمال الكبيرة في موهبته الفنية؛ حيث رشحه أمام قامات فنية كبيرة مثل: شادية، محمود مرسي، يحيى شاهين وغيرهم، ليس ذلك فقط بل وشعر أنه ادخره لفرصة كبيرة فيما بعد، وبالفعل صدق ظنه.

كمال ما كاد يستعد لإخراج فيلم «نحن لا نزرع الشوك» في العام التالي حتى أسند لمحمود ياسين دور البطولة «وكان هذا الدور هو المنطلق الحقيقي لي إلى أعمال سينمائية كثيرة، وقبل أن يُعرض هذا الفيلم طلب مني المنتج رمسيس نجيب أن أوقّع على عقد فيلمين لعام 1971 هما: «الخيط الرفيع» مع فاتن حمامة و«أختي» مع نجلاء فتحي».