كلمات وجهها نزار قباني إلى عبدالناصر بعد حظر أشعاره في مصر
العلاقة القوية التي ربطت الشاعر السوري نزار قباني بالزعيم المصري جمال عبدالناصر عبر العشرات من القصائد لم تمنع الأول من توجيه العتاب الهادئ إلى الثاني، وذلك بعد أن مُنعت قصائده في مصر إثر نكسة يونيو 1967.
نزار شارع العروبة الأصيل نزف شعرًا في مواجهة أزمات الوطن العربي، لذلك فلم يحتمل تلك النكسة التي حلّت بالأراضي العربية على أيدي العدوان الصهيوني، فكتب مثلًا: «هوامش على دفتر النكسة» وثارت الاعتراضات والاتهامات من حوله وقامت الرقابة بمنع أشعاره من التداول في مصر، وهو ما أضاف لآلام النكسة آلامًا جديدة من الإنكار واستمرار رفض الواقع المُخزي.
الشاعر السوري فكر في توجيه العتاب ليس للرقابة التي حجبت أشعاره ولكن للرئيس الراحل الذي طالما امتلأت دواوينه السياسية بأشعار مباشرة أو رمزية عنه وعن قوميته العربية التي كانت حُلمًا لمن هم في مثل جيله، فكتب قصيدة لناصر تقول: «لا أريد أن أصدق أن مثلك يعاقب النازف.. على نزيفه المجروح.. على جراحه.. ويسمح باضطهاد شاعر أراد أن يكون شريفًا وشجاعًا في مواجهة.. نفسه وأمته فدفع ثمن صدقه وشجاعته.. يا سيدي الرئيس لا أصدق أن يحدث هذا في عصرك».
ودوت تلك القصيدة ووصل صداها إلى عبدالناصر، وتم رفع الحظر مباشرة عن أعمال نزار قباني الفنية في مصر.