برامج المقالب في رمضان 2013.. تحت شعار استهزئ بالضيوف وشتائم بالجملة

بعدما كانت الضحكة والموقف الطريف هما سمات برامج المقالب التي بدأت عرضها في شهر رمضان منذ أكثر من 10 سنوات بمصر، سيطرت الشتائم والدموع على برامج مقالب رمضان 2013، واستبدلت شعار الطرافة بشعار آخر هو «استهزئ بالضيوف قدر الإمكان.. لتحصل على أكبر قدر من الإساءات لإضحاك المشاهد!».

برامج المقالب كانت السمة الفنية الأبرز في رمضان 2013، ولكن للأسف بشكل سلبي، حيث أنها غزت الشاشات الفضائية بأفكار مقررة مع تجديد وحيد وهو المساهمة في زيادة انحطاط الذوق العام المصري.

أبرز برامج المقالب كان «رامز غنخ آمون» للفنان المصري رامز جلال، «من غير زعل» للمذيعة ريهام سعيد، والفنان الشعبي سعد الصغير، «دوس بنزين» لتامر بشير، و«في الهوا سوا» لإدوارد، و«يا ثورة ما تمت»، «فلفل شطة»، «لاستوستا» وغيرهم، حيث ذكرت تقارير صحفية أن ميزانية برامج المقالب في مضان 2013 وصلت لأكثر من 100 مليون جنية.

أفكار البرامج ليست وحدها المكررة ولكن أيضاً ضيوفها باتوا وجبة شهية لمقدمين هذه النوعية من البرامج، حيث يعتبر معظم الفنانين برامج المقالب «سبوبة» سهلة ومربحة في الشهر الفضيل إلى جانب أعمالهم الرمضانية، حتى أن المشاهد بات حافظاً لوجود فنانين المقالب كل عام.

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] رامز جلال مع هيفاء وهبي[/caption]

وكالعادة نجح رامز جلال في احتلال المركز الأول في قائمة الأكثر مشاهدة لبرامج المقالب، إلا أنه تعرض لهجوم جماهيري ونقدي شديد، نظراً للرعب الذي سببه لضيوفه في المقلب، الأمر الذي جعلهم يخرجون عن شعورهم وتباروا في إطلاق الشتائم والبذاءات على الشاشة مما تسبب في فقدان جزء كبير من هيبتهم وصورتهم الذهنية في عقل المشاهدين.

الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي كانت مفاجأة برامج المقالب هذا العام، حيث فجرت في حلقتها ببرنامج «رامز عنخ أمون» كم مبالغ فيه من الشتائم، الأمر الذي تسبب في صدمة للمشاهدين بالفنانة التي طالما ادّعت الرقة والنعومة، لتكشف عن جانب آخر بعيد كل البعد عن الأنوثة بفضل رامز.

دوللي شاهين سجلت أيضاً حلقة في نفس البرنامج، ولكن عندما اكتشفت أنه «مقلب»، رفضت عرضها وهددت برفع دعوى قضائية على القائمين على البرنامج في حالة عرضها، حيث أنها ترى أن هذه النوعية من البرامج تفقد هيبة النجوم لدى المشاهدين.

أما برنامج «من غير زعل» فقد استحق لقب «برنامج الفضائح»، حيث نجح سعد الصغير في استفزاز ضيوفه، الأمر الذي دفعهم للسخرية منه ومن نوع الفن الذي يقدمه، والكشف عن بعض أسراراهم وأسرار الصغير الشخصية باعتبار أنهم لا يعلمون بأن البرنامج مجرد «مقلب»، ليكتشف الضيف أنه وقع في فخ الصغير وأظهر ما يخفيه تجاه سعد أمام الجميع.

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] ريهام سعيد[/caption]

المذيعة ريهام سعيد بالغت ايضاً في استفزاز نجمات «من غير زعل» إلى الحد الذي دفع الكثيرات منهن للبكاء مثل أميرة فتحي، روجينا، منة فضالي، أيتن عامر، حيث نجحت ريهام في الضغط عليهن بالانتقادات اللاذعة ولم يستطعن الرد سوى بالبكاء أمام الكاميرا.

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] أيتن عامر خلال حلقة (بدون زعل)[/caption]

وعلى الرغم من أن برنامج «لاسوستا» للمذيع أكرم الشرقاوي سبق تقديمه قبل ذلك، إلا أنه نجح في الإيقاع بفرائس جدد، وكانت الصدمة في الحلقة الأولى منه، والتي استضاف فيها الراقصة المصرية سما المصري، وتسببت هذه الحلقة في وقف البرنامج نظراً لما اشتملته على ألفاظ إباحية، وتعبيرات خادشة للحياء لا تتناسب مع طبيعة الشهر الفضيل، ليعود البرنامج مرة أخرى بعد مرور أكثر من 15 يوم من الموسم الرمضاني.

الناقدة الفنية ماجدة موريس أعربت عن استيائها من برامج المقالب هذا العام، وقالت في تصريحات لـ «العربية.نت» إن برامج المقالب تطورت إلى الأسوأ، وأصبح هدفها الأساسي بث حالة من الرعب لدى الناس، واعتبرت برنامج «رامز عنخ آمون» الذي يقدمه رامز جلال، يسيئ إلى الآثار المصرية، كما أنه يعرض ضيوفه لخطر صحي ونفسي بسبب ما يجدونه، وتساءلت قائلة: «ايه المفيد من نشر الرعب؟».

أما دكتور سامى الشريف- عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة وتكنولوجيا المعلومات- فقد وصف برامج المقالب هذا العام بالسخيفة، وقال: «أنا لا ألوم منتجى هذه البرامج، لأنهم يسعون إلى الكسب ولا ألوم مقدميها وإنما ألوم الضيوف الذين يذهبون إليها خاصة إذا كان لهم تاريخ فنى فهم بذلك يخصمون من تاريخهم».