شريفة ماهر.. طُلقت مرتين بسبب كلارك جيبل
كانت حياتها قصة سينمائية منذ ولدت في حلوان، فوالدا الفنانة شريفة ماهر كانا دائما الشجار، حتى وقع الطلاق بينهما وهي طفلة صغيرة، ثم تزوجت والدتها من رجل آخر وتركتها وحيدة تعاني ضنك العيش مع والدها ذو الدخل المحدود.
ووسط الحطام العائلي والوحدة كانت شريفة تبحث عن مخرج آمن لها ووجدته في ضوضاء الركاب في القطار وفي دور السينما، وبذلك كانت أول خطوة اتخذها نحو عالم الفن، وشاهدت أول ما شاهدت فيلمًا تمثله كلوديت كوليرت أمام كلارك جيبل، الذي أعجبت به لدرجة الافتتان، وأخذت تبحث عنه ما بين استوديوهات القاهرة مع والدتها، التي آمنت بجمال وجاذبية ابنتها وطافت بها حول كل استوديو، لتعود شريفة وفي يدها كراسة وقلم رصاص؛ بعد أن نصحها المخرج محمد كريم بأن تتزود بالثقافة لأن الجمال ليس كل شيء.
ولكن والد الفنانة المصرية كان يبحث لها عن مخرجًا آخر؛ حيث قرر تزويجها وهي لم تتعد بعد الـ15 من عمرها، ولم تعترض هي على الرغم من أنه لا يُشبه جيبل في وسامته، وبقيت على عهدها للفن والسينما، تقتني صور الممثلين والممثلات من أي سبيل وبكل وسيلة لتملأ فراغ بيتها وخيالها، وطارت فرحًا حينما لفتت أنظار موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب لها خلال زيارته إلى حلوان، وهكذا انتهت المقابلة كما انتهت كل مقابلة مع كل منتج أو مخرج أو ممثل دون جدوى.
زوج شريفة ضاق بها ذرعًا وتأكد أنها لا تصلح للحياة الزوجية، فطّلقها ولكن أباها تدخل مرة أخرى وأوقعها في زوج آخر ولكن تلك المرة كان العريس يفوقها سنًا بعشرات السنوات، فتكررت المأساة ووقع الطلاق مجددًا، لأن شغفها بالفن لم يقف عند حد ما.
ونجحت بعد محاولات مضنية في دخول الإذاعة وسجلت أغنية من تلحين أحمد عبدالقادر، وقطعت مرحلة أكبر حينما التقى بها حسن ماهر، وكان أحد المشتغلين بالإنتاج السينمائي، توسمت فيه خبرة السن والتجربة فنشأ بينهما تعاطف عجيب، ثم ظهرت في أدوار الكومبارس حتى التقت المخرج حلمي رفلة، الذي قدمها لعبدالوهاب وتم إسناد دورًا كبيرًا لها في فيلم «بلد المحبوب» مع سعد عبدالوهاب عام 1951، لتكون تلك بدايتها الحقيقية في عالم الشهرة والأضواء.