فيلم صلاح أبوسيف الذي ألغى 14 فيلمًا من مهرجان «كان»

كان اشتراك فيلم «شباب امرأة» في مهرجان كان السينمائي الدولي بمثابة حلم يتحقق للمخرج المصري صلاح أبوسيف، وكان بمثابة اعتراف دولي بموهبته الفنية وعبقريته الإخراجية التي جعلته مخرج الواقعية بلا منافس.

ومن الصعب تخيل تلك اللحظة بالنسبة لأبوسيف وباقي أعضاء الوفد المصري خلال عرض الفيلم بمدينة كان الفرنسية؛ فقد خافوا بشدة من تكرار الفشل للمرة الـ15، حيث عرض المهرجان قبل «شباب امرأة» 14 فيلمًا لم ينالوا إعجاب الحضور، فانصرفوا قبل انتهاء العرض.

ولكن الذي حدث أن الفيلم المصري نال استحسانًا كبيرًا، وجلس الجمهور على حافة مقاعدهم يتابعون أحداث الفيلم في اهتمام شديد، ثم انقلب الاهتمام مع نهاية الفيلم إلى تصفيق حاد لا ينقطع، وخرج النقاد الفنيون في اليوم التالي يتحدثون عن فيلم صلاح أبوسيف.

الناقد الفرنسي «موريس باناي» كتب أن أبوسيف واحد ممن يخلقون الواقعية الجديدة في الفيلم المصري «فإلمامه بالحرفية السينمائية يساعده على أن يوضح شخصيته في إخراجه»، وكان باناي قد كتب من قبل مقالًا عن السينما المصرية في مجلة «كابيه دي سينما» تحدث فيه عن السينما المصرية منذ نشأتها وقال أن صلاح أبوسيف المخرج المصري يلعب دورًا ضخمًا في تطوير السينما المصرية.

أما الناقد فرانسيس كوفل فأكد أن واقعية أبوسيف المصرية رائعة وليس فيها أي تقليد للواقعية الإيطالية، وأجمع كل النقاد على أن قصة الفيلم عادية، ولكن الإخراج جعل منها تحفة فنية مثيرة.

ثم سعى عدد كبير من النقاد إلى مقابلة «مخرج الواقعية» يطلبون منه الأحاديث والتعليقات، واعتبروه مخرجًا بارزًا من المخرجين العالميين، الذين شاركوا في «مهرجان كان»، ودعاه راديو «مونت كارلو» وراديو «باريس الفرنسي» وراديو «باريس العربي» والتليفزيون الرسمي ليتحدث إلى المستمعين في الميكروفون مع أعضاء الوفد.

وأجمعت كل الصحف التي صدرت في اليوم التالي على أن المهرجان قد بدأ بعرض هذا الفيلم، واعتبرت أن الأربعة عشر فيلمًا التي عرضت قبله«كأنها لم تكن».