مصطفى النحاس مدين لطلعت حرب بسبب هذا الموقف
بعد محاولات مُضنية تفوق جهود مفاوضات الاحتلال الإنجليزي على استقلال مصر، وافق الزعيم الوفدي مصطفى النحاس على الزواج من السيدة زينب الوكيل، وبارك جميع أعضاء الوفد هذا الزواج وعلى رأسهم أم المصريين السيدة صفية زغلول.
ولكن إحدى تفصيلات الزفاف كادت أن تُفسد زيجة الزعيم المصري وكاد بسببها أن يعدل «نهائيًا» عن الزواج.
والد زينب، الوفدي عبدالواحد الوكيل، طلب من النحاس صداقًا قدره ألف جنيه، وهو ما كان مبلغًا كبيرًا آنذاك، ولكن صديق العريس الأقرب مكرم عبيد استطاع إقناعه بأن يُخفضه إلى 600 جنيه، وهو ما لم يكن يملكه النحاس أيضًا، بل ورفض الاقتراض من أصدقائه.
وتقدم النحاس بطلب قرض من البنوك ولكنها رفضت؛ لأنه لا يملك ضمانة، وسمع طلعت باشا حرب بحاجته إلى المال فقرر إقراضه ألف جنيه من «بنك مصر» بلا ضمان.
وأخذ رئيس الوفد المبلغ ودفع منها 600 جنيه لوالد العروس، واشترى شبكة لزينب بمائتي جنيه، ثم اشترى احتياجاته الشخصية بمائة جنيه، واحتفظ بالباقي لنفسه.
واحتفل العروسان بعقد القران وحضر الحفل رئيس الوزراء توفيق نسيم والنبيل عباس حليم وجميع أعضاء الوفد، وألقى الأديب عباس العقاد قصيدة بتلك المناسبة، تبعه الموسيقار الشاب محمد عبدالوهاب وفي يده العود وانشد موال «النيل» قائلًا: «النيل يهنئ بفرحة شخصك الغالي والأمة تهتف، وصوتها في الهتاف عالي! لمصطفاها العظيم، والكوكب الهادي الله يبارك زواجك يا زعيم النيل وينصرك والوطن ع الظالم العادي».
وبدا مصطفى النحاس سعيدًا بتلك الليلة وهذا الحضور وبدنياه الجديدة.