الرجل الذي أسقط عباس العقاد مريضًا لمدة أسبوع

اشتهر الأديب المصري محمود عباس العقاد باتخاذ أسلوب صارم في الحياة، وإبداء إصرار قوي على مواقفه السياسية وبأنه لا يرحم خصومه، حتى لقبه الزعيم الراحل سعد زغلول بالـ«جبار»، ولكن العقاد نفي ذلك تمامًا وأكد أن هناك فرقا كبيرًا بين القسوة وعدم الرحمة بالناس.

العقاد قال أنه ليس كما يقوله الناس عنه من أنه قاس وعنيف ولكنه شديد الحساسية، ولا تطربه أو تعجبه مظاهر عدم الرحمة بالناس، وروى عن موقف تعرض له خلال سجنه لمواقفه السياسية؛ فذات يوم وأثناء ما كان يمارس رياضته اليومية وقع بصره على جلاد يهوي بسوطه على ظهر أحد السجناء، وكان هذا المنظر كافيًا لأن يقع فريسة للأرق ثلاث ليال متواصلة، وأن يسقط مريضًا لمدة أسبوع كامل.

صورة السجين ظلت تشاغل الأديب المصري ليل نهار، واستمرت أنّاته تدوي في أذنه، ولم ترحم خياله الأفكار التي كانت تأتيه بأن السجين ربما كان مذنبًا ويستحق العقاب؛ فما أرّقه هو صورة امتهان البشرية إلى ذلك الحد.

وأضاف العقاد: «ومع ذلك أنا لست ناعمًا؛ فالنعومة للنساء وليست للرجال، وقد تعجبون من أنني سريع البكاء، وقد أثبتت المراجع العلمية، والنفسية والطبية أن أقوى الرجال أسرعهم إلى البكاء».