بديع خيري.. كلمة السر لنجاح نجيب الريحاني

نجاح نجيب الريحاني لم يكن ليكتمل بدون السيناريست بديع خيري، الذي ارتبط به بشدة ونشأت بينهما علاقة مميزة استمرت حتى وفاة الريحاني، ولكن كيف نشأت تلك العلاقة الوثيقة بين هذا الثنائي الكوميدي الناجح؟؟

ذات يوم شاهد الريحاني إحدى مسرحيات خيري، التي كتبها لفرقة صغيرة من الهواة على مسرح «الإجيبسيانا» في شارع عماد الدين، ولكنها لم تكن باسم، وحينما سأل الريحاني عن مؤلفها ادّعى أحد أصدقاء خيري أنه هو المؤلف، فشعر الريحاني بالريبة لمعرفته المُسبقة بذلك الرجل، ولم يناقشه.

واستمر المؤلف المصري في كتابة المسرحيات وقدم «على كيفك» و«كله من ده» و«استعراض 1918: 1920»، ونجحت تلك الأعمال، مما جعل الريحاني يشعر بارتياح شديد ويطمئن على مستقبل فرقته، أما خيري فظلّ يرى نجاح أعماله دون أن يجرؤ على الإفصاح بأنه المؤلف الحقيقي للمسرحيات؛ خوفًا من افتضاح أمره وفقدان وظيفته كمدرس للغة الإنجليزية.

وذات يوم طلب الريحاني من الصديق المُدعي بعض التعديلات في إحدى المسرحيات، فاضطر الرجل إلى مصارحته بالحقيقة وبأن بديع خيري هو مؤلف المسرحية الحقيقي وليس هو، فأخبره الريحاني بأنه يريد لقاءه.

وبذلك تم اللقاء الأول بينهما وأبدى الريحاني إعجابه الشديد بقلمه وكتب معه العقد، وكان ذلك اليوم يوافق تاريخ ميلاد خيري، وتوالت المسرحيات والاستعراضات والنجاحات التي رفعت كلا منهما، واكتفى الريحاني بالعمل معه حتى في الأفلام السينمائية التي قدمها.