محمد أنور السادات.. أرسل خطابًا للنائب العام من أجل الاستحمام
روى الرئيس المصري الراحل أنور السادات يومياته داخل سجن الأجانب، حينما اتهم في قضية مقتل أمين عثمان، وزير المالية في عهد حكومة الوفد، وكيف تمت معاملته بقسوة داخل السجن.
السادات أمضى ثلاثة أيام متصلة وهو مرتديًا بدلته؛ فقد نقلوه دون أن يحضر ملابسه واحتياجاته من سجن مصر، حيث كان معتقًلًا هناك، وبرغم أنه شكى ذلك شفويًا ثلاث مرات في الأيام السابقة لمأمور السجن، إلا أن شيئًا لم يحدث بل ولاحظ تغيرًا
شديدًا في معاملة المأمور، لذلك كتب خطابًا شديد اللهجة إلى النائب العام في شأن هذا الإهمال، وتركه دون ملابسه الشخصية أو حتى صابونة للاغتسال «وقد سبب لي النوم بالبدلة التهابًا شديدًا في فخذي جعلني أهرش كما لو كنت «أجرب» ».
خطاب الرئيس الراحل للنائب العام أحدث أثرًا؛ فقد أحضروا له الملابس والصابون، فطلب منهم حمامًا ساخنًا فأذن له المأمور «واستمتعت باستلقاءة بديعة داخل البيجاما والبطاطين لا أريد أن أفكر، فإنني أشعر بأسئلة عديدة تؤرقني ولا أجد لها جوابا!».
وذات يوم ضاق السادات ذرعًا بالأحوال السيئة؛ حيث لم يسمح له الضابط النوبتجي بالتوجه إلى دورة المياه في الصباح كالمعتاد وعبثًا حاول التفاهم معه، ولم ينقذ الموقف إلا نزول مأمور السجن الإنجليزي من منزله فسمح له بأن يقضي حاجته ويتوضأ، فكتب للنائب العام مرة ثانية يعلمه بهذه المعاملة الشاذة، فطلبه وكيل النيابة على الفور وأثبت شكواه وخاصة فيما يختص بالسماح له بالقراءة ولكنه لم يسمح بشيء حتى ولا بالمصحف الشريف.