صالح عبدالحي.. اقتنص البطولة من عبدالوهاب والجمهور عصف بمسرحه
يُعد الفنان المصري صالح عبدالحي من رواد العصر الذهبي للفن الشرقي، حيث برع في غناء الموال وبرع فيه، حتى سيطر على هذا اللون واجتذب صوته الرنان الجماهير وانتزع الصدارة من منافسيه، ثم زاول جميع أنواع القوالب الموسيقية الغنائية، وتفوق على زملائه وأصبح نجم عصره.
عبدالحي من مواليد عام 1896 في بيئة فنية، حيث مارس الفن منذ طفولته عن طريق استماعه الأصيل من القوالب الغنائية الشرقية، فشغف بموشحات «الصّهبجيّة»، وهم صحبة كانت تحيي الحفلات الساهرة حتى مطلع الفجر.
صوت الفنان المصري كان قويًا وحلو الطابع، كما كان يغني من دون مكبر للصوت في الأماكن المفتوحة أو المغلقة، فظلّ بذلك الحارس الأمين لألحان عبدالرحيم المسلوب وعبده الحامولي ومحمد عثمان وأبوالعلاء محمد، وغيرهم من أساطين التلحين والغناء.
كما ساهم عبدالحي أيضًا في مجال المسرح الغنائي، حينما وقع خلاف بين المطربة منيرة المهدية ومحمد عبدالوهاب عام 1927 أثناء تقديمها للمسرحية الغنائية «كليوباترا ومارك أنطوان»، فدعته منيرة لكي يقوم بدور البطولة بدلًا من موسيقار الأجيال، وبعد نجاح تلك التجربة، ألّف فرقة مسرحية غنائية باسمه عام 1929، ولحّن له زكريا أحمد ومحمد القصبجي.
ولكن المسرح الغنائي لم يُعد جاذبًا للجمهور فخفت نجم صالح عبدالحي وتدهورت فرقته المسرحية وتم حلّها، خاصة مع بدء الأزمة الاقتصادية العالمية التي أثرت على الاقتصاد المصري.
وعلى الصعيد الشخصي لم يتزوج صالح عبدالحي وعاش حياته لنفسه وللغناء فقط، حاملاً راية التراث الغنائي، قديمه وحديثه.