لماذا نهرت فاتن حمامة منتجة فيلم «يوم سعيد»؟
الحسم الذي بدت فيه سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة خلال مشوارها الفني لم يكن محدثًا عليها، بل كان إحدى طباعها منذ الطفولة، فهي لم تتهاون في عملها ولم تقبل أي سقطة قد تؤثر على علاقتها بالجمهور، وذلك منذ أول ظهور سينمائي لها مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب في فيلم «يوم سعيد».
فاتن أو الطفلة أنيسة كما ظهرت في الفيلم كانت تتقمص بشدة دور الفتاة الريفية المرحة، وترفض أيّة محاولات لتشتيت ذهنها خلال التصوير، خاصة وأن المخرج محمد كريم أوصاها قبل بدء التصوير بالالتزام بقانون الاستديو وعدم الخروج عن تلك القواعد.
ومع أول يوم جذبت الطفلة الصغيرة العديد من المعجبين، وخاصة امرأة حسناء واحدة كانت تحضر أغلب جلسات التصوير، وفي كل مرة كانت تحمل إليها هدية مميزة، وذات مرة نست تلك المرأة قواعد كريم الصارمة وأشادت بأداء فاتن خلال التصوير، فأوقف الكاميرا ولم يؤنبها «على غير عادته».
وخلال مشهد آخر حملت فيه «أنيسة» صينية ضخمة مملوءة بالطعام إلى عبدالوهاب، عادت السيدة لتقول في شفقة: «حرام الصينية ثقيلة عليها!»، فوضعت فاتن الصينية على منضدة قريبة واتجهت إلى الزائرة وأعادت إليها هديتها، قائلةً: «خدي هديتك وبلاش تعطلينا».
فأحست السيدة بالإهانة وبكت بشدة وغادرت المكان، فشعرت فاتن بأنها أخطأت ولحقت بها مع محمد عبدالوهاب وقالت لها: «حقك عليّ.. أصل شغلنا بيتعب الأعصاب».
ومسحت السيدة دموعها واحتضنت الطفلة البريئة ضاحكةً، وكانت تلك السيدة شقيقة زبيدة الحكيم، زوجة عبدالوهاب الأولى وشريكته في الإنتاج السينمائي.