علي الكسار أقنع شقيق حسن البنا بكتابة مسرحية رومانسية
بعد خمس سنوات فقط من نشأة جماعة الإخوان المسلمين كجماعة دعوية، اتجهت إلى الفن المسرحي وقدمت «جميل بثينة» عام 1934 من تأليف شقيق حسن البنا، عبدالرحن البنا، ولكن لم يعرف أحد أن المحفز الأساسي للمؤلف كان الفنان علي الكسار.
الكسار وقتها قدم عملًا مسرحيًا عن القائد المسلم عمرو بن العاص، وأغرق شوارع القاهرة وأحياءها بملصقات عن هذا العمل الفني الفريد من نوعه لفرقة مسرحية، وبمجرد أن شاهد عبدالرحمن البنا هذا الملصق حتى استشاط غضبًا؛ إذ ظن أن الكسار سيقدم شخصية بن العاص بأسلوب هزلي لا يليق بقيمة دينية وتاريخية كبرى.
وانطلق البنا إلى شيخ الأزهر في ذلك الوقت، محمد الأحمدي الظواهري، شيخ الأزهر في ذلك الوقت، وقد كانت بينهما صداقة وطالبه باتخاذ موقف حاسم من هذا العرض والسعي إلى منعه عن الجماهير، ولكن الظواهري نصحه بأن يذهب بنفسه إلى مسرح الكسار، ويشاهد المسرحية أولًا قبل اتخاذ أيّة قرارات.
الفنان المصري، وعلى عكس ما توقع شقيق حسن البنا، لم يكن هو البطل بل رشّح للدور ممثل غير معروف على الإطلاق واحتفظ لنفسه بدور «خادم» البطل، واعترف البنا، وفقًا لما ذكره موقع «رابطة أدباء الشام» الإلكتروني، بأن النص المسرحي وأداء الممثلين كان جيدًا إلى حد كبير وخارج التوقعات.
أداء فرقة الكسار أعجب كذلك حسن البنا وكلّف أخاه عبدالرحمن بعد ذلك بدراسة فن التأليف المسرحي، كتابة السيناريو، تصميم المشاهد، أدوار الممثلين، الإنتاج والإخراج والديكور والإضاءة وكل ما يتصل بالعمل المسرحي؛ إذ اعتبر المسرح دربًا من دروب الدعوة إلى الإسلام وقيمه السمحة، فقدم عبدالرحمن «جميل بثينة».
يُذكر أن المسرحية أنتجتها وأخرجتها لجنة تشجيع التمثيل التابعة لوزارة المعارف العمومية أو ما يُعرف بوزارة التربية والتعليم، ولاقت نجاحًا لافتًا، وأصبحت موضع مقارنة مع «مجنون ليلى» مسرحية أمير الشعراء أحمد شوقي.