أحمد بهاء الدين.. صاحب الموقف السياسي الذي قتلته حرب الخليج
ولد في وقت وداخل محيط لم يكن ينبئ بأن هذا الطفل سوف يكون له شأن كبير، ومع ذلك برزت موهبة الكاتب الصحفي ذو الأسلوب الأدبي المميز أحمد بهاء الدين، واستغل حب استطلاعه للأشياء ورغبته الشديدة في الفهم والإدراك لأن ينمي إحساسه الفطري للتعبير عما فهمه من قراءاته ومشاهداته بالكتابة المستمرة.
بهاء الدين ولد عام 1927 لأسرة ترجع أصولها إلى قرية الدوير بمحافظة أسيوط، وقد بدأ الكتابة والنشر قبل أن يبلغ العشرين من عمره، تخرج في كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول، وتدرج سريعًا في مشواره الصحفي حتى أصبح أصغر رئيس تحرير حينما تولى رئاسة تحرير مجلة «صباح الخير» عام 1957.
الكاتب الصحفي لم يكن ملتفتًا فقط لتنمية مواهبه الصحفية والأدبية فقط، بل كان قوة محركة لظهور العديد من الإبداعات الفنية، وعلى رأسها رباعيات صلاح جاهين؛ حيث دخل عليه الأخير ذات مرة ومعه أبيات رباعية سطرها لمعرفة رأيه فيها وما إذا كانت صالحة للنشر أم لا، فإذا به يبدي إعجابه ويطلب منه أن يسطر كل أسبوع رباعية من هذا النوع، فتشجع صلاح جاهين ونُشرت الرباعيات.
بهاء الدين كانت له مواقفه الوطنية والسياسية أيضًا، واشتهر بمقاله الشهير المهاجم لسياسات الرئيس الراحل أنور السادات الانفتاحية بعنوان «السداح مداح»، كما انتقد أستاذ جامعي في أوائل الثمانينيات دعا إلى بيع قناة السويس لتسديد ديون مصر.
وفي عام 1996 توفي الكاتب الصحفي بعد صراع ست سنوات مع المرض والغيبوبة، ويُقال أنه أصيب بنزيف في المخ إثر انفعاله الشديد من تداعيات حرب الخليج الثانية بين العراق والكويت.