أغنية لمحمد عبدالوهاب ظلت حبيسة 12 عاما
خلال رحلته العلاجية الأخيرة للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ في لندن، حمل أسطوانة موسيقى أغنية «من غير ليه»، ليدندن بها حتى يعود لإجراء البروفات، ولكن العمر لم يمهله وفارق الحياة قبل حفل الربيع بشهر واحد، وظلت الأغنية حبيسة الأدراج عند موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.
عبدالوهاب حاول اختيار صوتًا بديلًا ولكنه لم يجد الصوت الذي يراه مناسبًا لتلك الكلمات التي بذل فيها مرسي جميل عزيز جهدًا كبيرًا فكانت بالنسبة له كميلاد جديد، كما أنه استغرق وقتًا طويلًا في تلحينها، وعندما اقترب موعد الحفل كان كل شيء قد اكتمل، ولكن حليم قد رحل تاركًا الأغنية وكل شيء، ولذلك قرر عبدالوهاب أن يغنيها بنفسه، وأصبحت العودة الأولى له بعد غياب غنائي طويل؛ ولتكون هدية عبدالوهاب للجمهور وفي نفس الموعد.
ولعل أغنية «من غير ليه» هي الوحيدة التي اشتهرت قبل أن يسمعها الناس، حتى إنها تحولت إلى تعليق، كأن يسأل أحدهم عن سبب ما بكلمة: «ليه؟!» فيرد عليه الثاني: «من غير ليه»، وكان هذا في حد ذاته انتشارًا لها وقبل أن تغنى، وحتى قبل أن تلقى الناس وظلت على مدار 12 عامًا كلامًا يُقال.