هل صدقت تنبؤات أمينة رزق لمستقبلها الفني؟
وهي في سن الخامسة والثلاثين من عمرها، أكدت سيدة المسرح الفنانة أمينة رزق أنها وبعد مرور 10 سنوات ستعتزل المسرح ولن تقف على خشبته مرة أخرى.
وفي حوار صحفي لها عام 1945 أكدت أنها ستهجر المسرح في سن الـ45 عامًا؛ لأنها توقعت أن ينصرف عنها المعجبون الذين لا تظفر منهم بالتقدير، إلا لشبابها وجمالها ثم فنها في نهاية المطاف «مكانتي تتضاءل وتتلاشى وتنكمش.. حتى يضطرني الجمال إلى اعتزال المسرح لأعيش في ماضي الفن، وذكريات مجدي الغابر.. والجمهور قاس.. لا يرحم.. ولا يترفق!.. وهيهات أن يشفع عنده ماضي الفنانة إزاء حاضرها.. وأبسط ما يمكن أن يرميها به، إذا ترفق بها، أن يجمع على أنها «مسكينة» راحت عليها..!!».
وعلى المستوى الشخصي تنبأت «الأم العذراء» أنها لن تتزوج ولن يكون لديها أطفالًا «لست آمل إذا بلغت الأربعين أن أكون ذات زوج وأطفال.. أو من ذوات الثراء الطائل.. بل أقصى ما أتمناه، أن تكون لدي ثروة صغيرة، تمكني من الحياة بهدوء وتواضع».
ثم تحدثت أمينة رزق عن سن الخامسة والستين، فقالت أنه السن الذي تتمنى أن ترحل فيه عن الدنيا «لكن إذا، لا قدر الله، وصلت إلى أرذل العمر.. فأعتقد أني سأنصرف إلى العبادة، لأعوض ما حالت مشاغلي الفنية دون أداء هذا الواجب، وأجدر بمن تنكبها الأقدار، وتبقى على حياتها حتى هذه السن، أن تتوارى عن الأنظار؛ حتى تتجنب رثاء الشامتين، ومواساة الساخرين!».
الفنانة المصرية تنبأت أيًَا أنها لن تصل إلى هذا العُمر؛ لأنها تؤمن أن حياة الفنان تعتصر شبابه، وتمضي به في طريق الفناء السريع، نظرًا لما يتخلل هذه الحياة من الشقاء والجهد وعدم توافر وجوه الراحة اللازمة للجسد «إن الفنان يشقى، ويقدم شبابه.. وأعصابه.. وحياته قربانًا على مذبح الفن.. فإذا ولّى شبابه، أنكره جمهوره.. وكأن لم يكن بالأمس معبود هذا الجمهور!».
ولكن سيدة المسرح لم تتخل عن ساحة مجدها حتى وفاتها في 2003، ولم يختف تألقها كما تصورت وبقيت الجماهير على حبها وتقديرها للفنانة التي أفنت شبابها في خدمة رسالتها.