عائلة نعيمة عاكف.. من البوليس إلى السيرك
لم تكن عائلتها لها أدنى علاقة بالسيرك والأكروبات؛ حيث كان جد الفنانة نعيمة عاكف، إسماعيل عاكف، ضابط شرطة بقسم العباسية، وكان يُدرس «الجمباز» لتلامذة مدرسة البوليس كما كان أشهر لاعب متوازيين في مصر.
وذات يوم زار مصر سيرك إيطالي معروف كان نقطة التحول التي غيرت حياة عائلة نعيمة، لقد ذهب جدها ليشاهد ألعاب السيرك المشهور، وتعلقت روحه بلاعب المتوازيين الإيطالي، الذي كان يقدم أنجح ما في «البروجرام»، وأصبحا صديقين، فأدمن جدها حياة السيرك وتخلى عن حياته العسكرية ليتفرغ لهوايته الحبيبة.
وما كاد هذا التفرغ يتم وتمر عليه فترة قصيرة، حتى جاء وقت رحيل السيرك الإيطالي عن القاهرة، وبقي جد الفنانة المصرية وحيدًا يعاني البطالة وحالة عصبية متدهورة ألزمته الفراش، ولكنه قفز من فراشه فور علمه بافتتاح أول سيرك مصري أنشأته «الأوسطا مريم»، وبالعمل المستمر سويًا وقعا في غرام بعضهما البعض ولكن لم يجمعهما الزواج؛ إذ كانت متزوجة ولديها طفلة اسمها جميلة، وكان هو أبًا لولد اسمه سيد عاكف.
والدا نعيمة المستقبليين، سيد وجميلة، شبّا سويًا بين أحضان السيرك وارتبطا بروابط حب عنيف انتهى بالزواج، الذي انتهى بدوره بثلاث بنات كانت نعيمة هي أصغرهنّ، ولكن العائلة استقبلتها بنظرات الحقد القاسية؛ حيث كانت في حاجة إلى صبي، ولكن لم تمض دقائق على مولد الفتاة حتى جاءهم عرض بالعمل في «ملهى البوسفور»، أكبر الملاهي المصرية وقتئذ وأشهرها، وأخذوا عن ذلك عربونًا كبيرًا ففرحت والدتها وقالت: «الحمد لله.. نعمة».
ومن هنا كان إلهام الأم لأن تحمل الطفلة اسم «نعيمة عاكف».