جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

مكالمة هاتفية أنقذت عائلة فريد الأطرش من السجن

الاحد 20 أكتوبر 2013 | 07:56 مساءً
القاهرة - Gololy
883
مكالمة هاتفية أنقذت عائلة فريد الأطرش من السجن

كانت مصر هي الاختيار الأمثل للسيدة عالية بنت المنذر، والدة الفنان السوري فريد الأطرش وشقيقته أسمهان؛ حيث لم تكن خاضعة لسلطة الاحتلال الفرنسي كما بلاد الشام، كما أن الزعيم المصري سعد زغلول كان صديقًا لآل الأطرش، وشكل بالمصادفة الحكومة المصرية عام 1923.

لذلك انطلق فريد مع أسرته من بيروت إلى حيفا بالعربة ومنها إلى القاهرة بالقطار حتى وصلوا إلى مصر، بعد أن اجتازوا الحدود بمعجزة من دون أوراق هوية ولا تأشيرات دخول؛ حيث استغاثت الأم عبر الهاتف من سيناء بمكتب سعد زغلول، فأمر بدخولهم مصر على مسئوليته الخاصة.

وفي القاهرة عاش الفنان السوري مع أسرته حياة تختلف كليًا عن حياة الأمراء التي اعتادوها، واستأجروا منزلًا متواضعًا في شارع باب البحر بالقاهرة القديمة، ونجحت الأم بالتحايل في إلحاق ابنيها فؤاد وفريد بمدرسة «الفرير» الفرنسية بالخرنفش، وادعت لمدير المدرسة الفرنسي أنهم من عائلة «كوسة» الشهير، وأنهم فقدوا أوراقهم الشخصية في الرحلة، فرّق الرجل لحالهم ووافق على قبولهما بالمجان.

وبذلك تحول الأطرش إلى «فريد كوسة» واحتمل سخرية زملائه ومدرسيه، ومع مرور الأيام بدأت موهبته الموسيقية تتفتح، وأخذ يتأثر بجمال صوت والدته ومهارتها في العزف على العود، فطلب إذن من أحد القساوسة بالمدرسة لحضور حصة التراتيل حتى أصبح بعد فترة قصيرة رئيسًا لفريق المنشدين فيها.

لكن معلمه نصحه ذات يوم بقوله: «إنك تتمتع بصوت جيد لكن ترتيلك ينقصه الإحساس، يجب أن تذرف الدمع وأنت تنشد، وتجعل مستمعيك أيضًا يشاركونك البكاء»، فاستجاب الصبي للنصيحة، ويبدو أن ذلك ساهم بقوة في تشكيل شخصيته الغنائية «الحزينة» التي عرف بها فيما بعد.