حكاية آخر حب في حياة عباس العقاد
اشتهر بالأديب الجامد الذي لا يعرف للمشاعر موطنًا أو للحب مكانًا في داخله، ولكن عباس محمود العقاد لم يكن كذلك على الإطلاق، بل أحب وتعذب كثيرًا ومر ببضع علاقات كانت لها أثرًا كبيرًا على إسهاماته الأدبية.
وبعد علاقته اليائسة بالأديبة المصرية مي زيادة وحبيبته المجهولة سارة، أحب العقاد فتاة في الخامسة والعشرين من عمره بينما كان في أواخر الخمسينات، ويُرجح أنها كانت الفنانة مديحة يسري، ولكنه أدرك بحكمته وبخبراته الطويلة أن هذا الحب لن يكتمل ولن يصبح غير ذكرى مؤلمة.
وخاف الأديب المحنك على كرامته من هذا الحب المتناقض، فأصدر حكمه على عواطفه بالإعدام، بعدما أقام محاكمة لنفسه ولمشاعره، وكان بذلك المتهم والقاضي في آن وقت، وبالفعل أنهى علاقته بتلك الفتاة.
ولكن أطياف هذا الحب كثيرًا ما كانت تراود خياله.. فتنطلق شاعريته بقوله: «تريدين قلبي.. خذيه خذيه
رويدك بل دعيه دعيه
أخاف على البعد أن تلعبي
به يا بنية أو تهمليه
إذا ما لعبت به ها هنا
فإني لآمن أن تكسريه
تريدين قلبي.. خذيه خذيه
ولكن بربك لا تقلبيه».
وبعد فترة عصيبة استطاع العقاد أن يتغلب على حبه الأخير وأن يعاود السلطان على ذاته ليبدع أروع إسهاماته الأدبية وليظل الأستاذ الذي لا يُقهر.