طه حسين.. استقال من منصبه بعد يوم واحد بسبب «مجانية التعليم»
برغم الظروف القاسية التي تعرض لها عميد الأدب العربي طه حسين في طفولته وصباه من فقر وحرمان وإعاقة بصرية، إلا أن قلبه ظل نقيًا لا يشوبه شائبة، حتى في أحلك اللحظات التي واجهها بعد دعوات تكفيره وخروجه عن الإسلام بعد كتابه المثير للجدل «في الشعر الجاهلي».
طه حسين ظل مؤمنًا بحق الإنسان في التعليم كما الماء والهواء، وحارب كثيرًا من أجل الفقراء الذين لا يملكون قوت يومهم، ولم يترك أيًا من المناصب التي تولاها يثنيه عن تحقيق ما يؤمن به، وفي سبيل ذلك استقال من منصبه كعميد لكلية الآداب بجامعة القاهرة، وبقي أستاذًا فيها «فقط» من أجل طلابه.
وفي عام 1924 خاض صراعًا مع حكومة الوفد بقيادة سعد باشا زغلول حول استقلالية التعليم، وكتب العديد من المقالات في صحيفة «السياسة» ينتقد فيها سياسات الوفد وزغلول بشدة، وحينما تعرض للمساءلة القانونية رفض الإجابة على أسئلة التحقيق؛ لأنها جاءت من جهات غير معنية بذلك من الأساس.
وبعد أن دخلت جامعة القاهرة تحت سلطة وزارة المعارف، عُين الأديب المصري عميدًا لكلية الآداب عام 1928، لكنه استقال من العمادة بعد يوم واحد فقط؛ بعد الضغوط التي مارستها عليه حكومة الوفد، ولكنه عاد عام 1936 وبسبب خلافه مع حكومة محمد محمود آنذاك، استقال مرة أخرى واكتفى بالتدريس في الكلية نفسها حتى عام 1942 عندما عين مديرًا لجامعة الإسكندرية، وفى عام 1944 ترك الجامعة ليحال إلى التقاعد.
يُذكر أن طه حسين رفض عرضًا من الجامعة السورية لإلقاء عدة محاضرات طوال شهر كامل؛ حيث أرسل خطاب اعتذار أكد فيه أنه لا يستطيع أن يترك أبناءه من الطلاب وسط العام الدراسي لكي يقيم في دمشق شهرًا كاملًا.