عماد حمدي وتوأمه.. رفضا طلب طلعت حرب فأعلنا إفلاسهما
كانا ظاهرة تستحق الدراسة؛ فهما شقيقان توأم يشبهان بعضهما إلى حد التطابق في ملامح الوجه والطول وحتى العلامات الفارقة، لذلك أطلق الجيران في حي شبرا على عماد حمدي وشقيقه عبدالرحمن لقب «الشبيهان».
ونشأ عماد وشقيقه على رعاية خاصة قدمتها لهما الأسرة؛ حيث أحضر لهما والدهما مدرسًا خصوصيًا يعلمهما اللغة الإنجليزية، فيما كانت والدتهما تعلمهما اللغة الفرنسية، باعتبارها تنحدر من أصل فرنسي، وعندما أصبحا في سن الدراسة، التحقا بمدرسة عباس الابتدائية في شبرا ثم مدرسة التوفيقية الثانوية وحصلا على شهادة البكالوريا، ومن ثم التحقا بمدرسة التجارة العليا، وكانت في شارع ريحان بالقاهرة.
الفنان المصري لم يكن ينفصل عن توأمه على الإطلاق سواء داخل البيت أو خارجه، وحتى في أوقات الفراغ، بل كانت الظاهرة الأكثر غرابة خلال دراستهما أنهما كانا يقعان في الخطأ نفسه، ويحصلان على الترتيب ذاته بين أقرانهم، ومع ذلك كانت هواياتهما مختلفة إلى حد كبير؛ ففيما كان عبدالرحمن يميل إلى الرياضة، كان عماد يميل إلى الفن بشكل عام والى التمثيل بشكل خاص.
لذلك انضم عماد حمدي إلى جماعة التمثيل بالمدرسة وبمفرده، لأول مرة منذ ولادتهما، وكانت الفرقة تحت إشراف الفنان الكبير عبدالوارث عسر، والذي دربه على فن الإلقاء والتمثيل، ثم تابع هوايته الفنية هذه في مرحلة تعليمه العالي، حيث انضم إلى فرقة «أنصار التمثيل والسينما» والتي كان يشرف عليها سليمان نجيب وعسر.
الفنان المصري كان قد قرر الالتحاق هو وشقيقه بكلية الطب، ولكن ظروف أسرتهما المادية العصيبة أثنتهما عن ذلك واتجها لدراسة التجارة، وبعد تخرجهما عام 1932 افتتحا مكتبًا للإعلانات الصحفية بمساعدة رجل الاقتصاد البارز طلعت باشا حرب، ونجحت أعمال المكتب إلى الحد الذي طلب فيه حرب بضمه لشركات بنك مصر، لولا رفض الشقيقين.
وقد ساءت أحوال الشركة بعد أن فقدوا إعلانات بنك مصر وشركاته، ومن ثم أعلنا إفلاسهما وأغلقا المكتب، ليفترقا في المجال المهني؛ حيث اتجه عماد إلى وظيفة حكومية في مستشفى أبوالريش، وهناك وجد الطريق إلى الفن مفتوحًا، وفضّل شقيقه العمل في الجمعية الزراعية الملكية.