مي زيادة.. الأديبة التي فتنت أدباء مصر وعشقت اللبناني المهاجر
رغم القيود الصارمة التي كانت تفرضها طبيعة الحياة الاجتماعية في الشرق عامة وفي مصر خلال بداية القرن العشرين، وخاصة على خروج المرأة للتعلم والعمل الاجتماعي، إلا أن الكاتبة اللبنانية مي زيادة استطاعت بمساعدة والدها أن تتحرر في القاهرة من تلك «الخرافات».
وفي الوقت الذي حرّم فيه المجتمع على المرأة التعليم والاختلاط بالرجال، كانت مي تستقبل في منزلها بقاهرة المعز العديد من رجال الأدب والفكر؛ لتحاورهم وتستمع إلى إبداعاتهم في صالونها الأسبوعي، ولعل الأدب فقط لم يكن المميز لـ«صالون مي زيادة» بقدر ما كان يتميز بالحرارة التي تضفيها صاحبته عليه.
الفنانة اللبنانية كانت تتمتع بقدر كبير من الجمال والبلاغة وحلاوة اللسان، لذلك لم يكن يتردد أدباء عصرها على الحضور للتزود من حرارة عواطفها وجميل كلماتها، بل كان يتبارى كل منهم في عرض أحسن ما لديه، ومنهم: مصطفى صادق الرافعي، عباس محمود العقاد، المازني، طه حسين، أحمد لطفي السيد وغيرهم.
ومع كل هؤلاء العملاقة الذين أحاطوا بها «مفتونين»، إلا أنها لم تتزوج على الإطلاق؛ حيث انشغل قلبها بالغريب المهاجر والوحيد الذي لم يحضر صالونها الثقافي، وهو جبران خليل جبران، وتُعد قصة حبهما هي الأشهر في حياة الأديبين.