جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

جميلة بوحيرد.. فضلّت الموت على أن يعالجها طبيب فرنسي

الاثنين 04 نوفمبر 2013 | 12:36 مساءً
القاهرة - Gololy
614
جميلة بوحيرد.. فضلّت الموت على أن يعالجها طبيب فرنسي

لم تكن مجرد مناضلة جزائرية ولكنها كانت «انتحارية» لديها الاستعداد الدائم للتضحية بحياتها من أجل تحرير الجزائر، هكذا كانت جميلة بوحيرد تتلقى الموت غير هيابة ولا وجلة، تدنو وتبتعد من الموت عدة مرات ولا يثنيها شيء عن تلك التضحية.

ولكن الجزائرية الشجاعة أقعدها المرض العضال لعدة أيام، وصارعت أيضًا الموت ليس في ساحات الجزائر كما اعتادت ولكن في منزلها، كان صدرها ضيقًا بالألم لأنها تقترب من الموت العادي الموت الذي لم تتمناه منذ وهبت نفسها للجهاد ضد الاحتلال الفرنسي.

كان داء «المصران الأعور» قد تركها تتلوى من شدة الألم على فراشها ترفض استدعاء الأطباء؛ لأنهم كانوا جميعًا فرنسيين آنذاك، وقالت: «أموت ولا يلمس جسدي فرنسي»، وذهبت إحدى صديقاتها لإحضار والدتها، فعساها تستطيع إقناعها بجدوى إحضار الطبيب، ولكنها لم تعدل عن رأيها.

وشهدت ليلتها آلامًا قاسية، كانت ترفع رأسها من بين ألامها فترى والدتها تنتحب، فتصيح في وهن محتجة: «لا تبكي يا أماه فإن هذا ليس وقت البكاء.. لا تبكي يا أماه فلست الوحيدة التي تموت من أجل الجزائر، وحينما استمعت الأم إلى كلمة «الموت» ازداد نحيبها، فتقول جميلة وصوتها يعلو ويزداد حدة: «لا تبكي يا أماه فالحرية لا تنال بالدموع، أولى بنا أن نواصل جهادنا ونجفف دموعنا.. سنبكي معًا يا أماه ساعة النصر».

يّذكر أن والدة جميلة، التونسية الجنسية، كان لها أكبر الأثر في نشأتها المحبة للوطن؛ فقد كانت أول من زرع فيها حب الوطن وذكرتها بأنها جزائرية لا فرنسية وهي في سن صغير.