كمال الشناوي.. حارب «القمار» وخسر فريد الأطرش بسبب «أغنية»
قد يكون لكل فنان هفوات يغفرها له الجمهور من أجل الأعمال التي يقدمها، والفنان الذكي هو من يستبقي رصيده لدى الجماهير ولا يحاول أن يخسره من أجل تلك الهفوات، لذلك قرر الدنجوان كمال الشناوي مقاطعة لعب الورق أو ما كان يسمى وقتها «البوكر».
الشناوي أكد، في مذكراته الخاصة التي نشرتها مجلة «الموعد»، أنه بعد أول تجربة من اللعب والخسارة قرر أن يحمل لقب «عدو البوكر»؛ والسبب أنه أدرك ما يتسبب فيه القمار من مصائب وخسائر، فراح يطالب زملاءه من الوسط الفني بإلغاء اللعب من برنامج سهراتهم، بل واستبداله بمناقشات فنية أو اجتماعية.
أغلب أصدقاء الفنان المصري رحبوا بذلك ومنهم صديقه المقرب الفنان السوري فريد الأطرش، الذي كان يحب اللعب بشدة ويتخذ منه هواية ووسيلة للترفيه.
وذات يوم اقترح الشناوي على الأطرش أن يعقدوا بمنزله ندوة فنية، فرحب بالاقتراح، واجتمع المدعوون وقام فريد بعزف أحد ألحانه الجديدة، الذي كان قد أعده لفيلم جديد مع نور الهدى، وجامله الحاضرون جميعًا، ماعدا كمال الشناوي الذي قال له: «بصراحة يا فريد.. يخيل إليّ أنني سمعت جزء من اللحن قبل كده؟!».
وغضب فريد لأن ذلك يعني أنه سرق اللحن وقال: «آدي آخرة الندوات.. يللا يا جماعة نتسلى بشوية «كونكان»!»، وانفضّت الندوة وبقي كمال الشناوي وحيدًا بعدما انصرف الجميع إلى اللعب.
استمرت القطيعة بين الصديقين لفترة من الزمن، ثم تلقى الشناوي اتصالًا من الأطرش يدعوه إلى العشاء، وإذا به يستقبله بحرارة ويعرض عليه الاشتراك في فيلم جديد من بطولته وإنتاجه وكان فيلم «رسالة غرام»، وسعد بذلك كثيرًا؛ لأن فريد لم يسرّها في نفسه «وهو أبدًا لم يفعل، لأن قلبه كان مثل الحليب سريع الغليان والفوران.. ولكنه أبيض».