جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

الرجل الذي حطم أول أحلام زكي طليمات

الاثنين 23 ديسمبر 2013 | 01:14 مساءً
القاهرة - Gololy
552
الرجل الذي حطم أول أحلام زكي طليمات

حياة فناني زمان لم تكن مفروشة بالورد بل كانت رحلة شاقة وأشق ما فيها اصطدامهم بالعادات البالية التي كانت تُجرم الفن وتُحرم المشتغلين به من حقوق المواطنة والاحترام، ولأن رائد المسرح العربي زكي طليمات كان أحد الأوائل المشتغلين بالفن فإنه اصطدم بعدة عقائد جامدة كادت أن تطيح بأحلامه الفنية.

طليمات بعدما عاد من بعثة دراسية بمسرح «الأوديون» الفرنسي مؤهلًا للتمثيل والإخراج، قدم للحكومة المصرية تقريرًا وافيًا حول تنظيم الحركة المسرحية على أسس أكاديمية، واستقبل المسئولون التقرير بترحاب وحماس شديد، وأوكلت إليه تنفيذ رؤاه الفنية، فأنشأ عام 1921 معهد التمثيل بفصول دراسية، واستقبل مجموعة من الفنانين الهواة مثل: زوزو حمدي الحكيم وروحية خالد ورفيعة الشال.

وقبل أن يكمل المعهد عامه الأول، سقطت الحكومة وجاءت بعدها حكومة جديدة، كان وزير المعارف فيها محمد حلمي عيسى باشا، وكان رجل تقليدي محافظ استنكر أن يكون للوزارة معهد يُعلم الفتيان والفتيات فن التمثيل ويشجعهم على أداء روايات الحب والغزل؛ حيث اعتبر ذلك خروجًا على العادات والأعراف السائدة، فقرر إغلاق المعهد وشتت طلابه وطالباته.

وبالطبع صُدم الفنان المصري بانهيار حلمه الأول، ولكنه لم ييئس وواصل اهتمامه بمشروع «المسرح المدرسي» الذي سار في أمان وتخرج فيه مجموعة كبيرة من مدرسي التمثيل بمدارس الحكومة الرسمية.

وبعد سنوات طويلة ومع بدايات الأربعينيات، شكّل حزب الوفد الحكومة المصرية، وقدم كل الدعم لزكي طليمات من أجل إعادة افتتاح المعهد مرة أخرى، والذي بدأ يُخرج كل عام مجموعة كبيرة من الممثلين المميزين، وأصبح أول مديرًا للمعهد.