طلب الملك فاروق الذي استفز فريدة أثناء الطلاق

كان التوقيت حرجًا ولا يسمح لملك مصر والسودان فاروق الأول باتخاذ إجراءات طلاقه من زوجته الأولى الملكة فريدة؛ فحرب فلسطين عام 1948 كانت مشتعلة والقرارات السياسية والعسكرية كانت الأولى بالاهتمام، ومع ذلك اتخذ القرار ووقع وثيقة الانفصال.

فريدة، بحسب ما نقلته عنها الأميرة سميحة حسين ابنة السلطان حسين كامل، تلقت طلبًا من نجيب سالم باشا، مدير الخاصة الملكية، لمقابلتها على وجه السرعة، فالتقته على الفور في جناحها الخاص، وتسلمت مظروفًا يحوي ورقة طلاقها، وقال نجيب: أن جلالة الملك يعطيها مهلة «شهرًا» لكي تجد لنفسها مكانًا تقيم فيه وتخرج من القصر الملكي، وسيحتفظ فاروق بحضانة الأميرتين فريال وفوزية، وستبقى الأميرة الصغرى فادية في حضانة فريدة حتى تبلغ سن التاسعة.

وخرج سالم مهرولًا من جناح الملكة، لكن أنتوني بوللي، مدير الشئون الخاصة للملك وصديقه الحميم، دخل إلى الجناح قائلًا أنه يحمل رسالة ذات طابع سري من الملك، وهي أن فاروق يريد منها تسليم التاج الذي كان في عهدتها، وكذلك جميع المجوهرات التي تلقتها عند الزواج أو في مناسبة الزواج؛ لأنها متعلقات ملكية.

وأجابت الملكة المصرية بأنها سوف تسلمه التاج الآن، ولفتت نظره إلى أن هناك «ماسة» فقدت منه، وأنها ستتكفل بشراء بديلة لها توضع مكانها، ثم قالت إنه بالنسبة للهدايا التي جاءتها من الملك عند الزواج أو في مناسبته فتلك أشياء تملكها هي الآن، ولكن بوللي قال أن الملك «مصمم» على طلبه، فقامت غاضبة وجاءته بكل ما كان عندها قائلة: «عندما تهدأ أعصاب فاروق فإني أريد أن أجلس معه على انفراد لحديث طويل».