عائشة عبدالرحمن.. «بنت الشاطئ» التي أغضبت والدها في الجامعة

نذرها والدها للعلوم الدينية فقط واستقدم لها في المنزل شيخ الكُتاب لتعليمها القرآن الكريم والسُنة النبوية، ولكن طموح الأديبة عائشة عبدالرحمن أو «بنت الشاطئ» كان يتطلع إلى المزيد والخروج إلى العالم المفتوح واسعًا أمام شتى العلوم الدينية والدنيوية.

عائشة اختزلت مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي في شهادة واحدة هي شهادة كفاءة المعلمات من المنزل، بل وكانت الأولى على القُطر المصري، ولمّا كانت تريد الشهادة الثانوية اختارت اسمًا مستعارًا احترامًا لرغبة والدها وأصبحت «بنت الشاطئ» وتقدمت للاختبار من المنزل وحصلت على الشهادة عام 1931.

باب الانتساب إلى الجامعة كان مغلقًا آنذاك، فاستطاعت إقناع والدها بالسفر إلى القاهرة ودراسة الآداب، فوافق على مضض، ولكنها أثارت ثائرته في أول عام بالجامعة؛ حيث بدأت تراسل صحيفة الأهرام المصرية، وكتبت أول مقال لها عن الريف المصري باسمها المستعار.

ولكن جدها لوالدها وقف إلى جانبها مدافعًا عن مواقفها وشجّعها على كتابة مقالتين بمجلة «النهضة النسائية»، وعلى الفور تم إسناد رئاسة التحرير لها براتب شهري 6 جنيهات، وحصولها على دروس للغة الإنجليزية والفرنسية من صاحبة المجلة، السيدة لبيبة أحمد.